نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 184
وهو نفسه يعترف بأن هذا التعريف "لا يشمل إلا الإمامية والجارودية من فرقة الزيدية, أما باقي فرقة الزيدية فلا يشملهم التشيع، وكذا لم يعتبر في التعريف الاعتقاد بإمامة أئمتهم المعروفين بعد علي -رضي الله عنه- مع أنه هو ومشايخهم ينكرون سمة التشيع لمن لم يؤمن بالأئمة, وزد على هذا العقائد الأخرى كالتقية والرجعة وغيرهما, فقد ربط علماؤهم وصف التشيع بالإيمان بها وكل هذا غير داخل في تعريف المفيد.
وهناك تعاريف أخرى كثيرة وكلها تدور حول وصف الإيمان بإمامة علي -رضي الله عنه- ولا يذكر الخصائص الأخرى التي لا يشاركهم فيها أحد غيرهم؛ ولهذا فإن بعض علمائهم يتمسك بتعريف ابن حزم للشيعة حيث قال: "ومن وافق الشيعة في أن عليا -رضي الله عنه- أفضل الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأحقهم بالإمامة وولده من بعده فهو شيعي, وإن خالفهم فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون, فإن خالفهم فيما ذكرنا فليس شيعيا"[1].
ومن هذا نرى أن ابن حزم جعل من خصائصهم الإيمان بإمامة علي -رضي الله عنه- وولده من بعده، فهو أدق من تعريف المفيد, وبين أيضا أن هذا هو الأصل في التشيع ولا أثر بعد ذلك فيما عداه من العقائد الأخرى, ويقصد بها التقية والعصمة والرجعة وغيرها.
ومع أن هذا التعريف فيما نرى هو الأقرب وهو الذي اختاره بعض كتاب الشيعة المعاصرين, فإنه ينبغي أن نفرق بين الشيعة في أطوارهم الأولى والشيعة المتأخرين, فالشيعي في الطور الأول يطلق على كل من فضّل عليا وقدمه على عثمان -رضي الله عنهما- ولهذا قال ليث بن أبي سليم, الذي أخرج له مسلم: "أدركت الشيعة الأولى وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحدا"[2]، وقال أبو إسحاق السبيعي: "خرجت من الكوفة وليس أحد يشك في فضل أبي بكر [1] الفصل في الملل والأهواء والنحل: ابن حزم، ج2 ص107. [2] المنتقى من منهاج الاعتدال: أبو عبد الله الذهبي ت360-361.
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 184