نام کتاب : ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل نویسنده : ابن الزبير الغرناطي جلد : 1 صفحه : 135
تعالى: "ولكن كثيرا منهم فاسقون ".
فى بضع وعشرين آية.
وورد الوصف بالفسق فى قوم لوط عليه السلام كقوله تعالى: "إنهم كانوا قوما فاسقين " وكقوله تعالى: "إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون "، وقد وردت فيمن ختم عليهم بالكفر قال تعالى: "كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا إنهم لا يؤمنون "، وقد تقدم وصف إبليس بالفسق فهذا الوصف لا يقع فى كتاب الله الا على ذوى التمرد من الكفرة وأكثر ذلك من يهود والمنافقين، ولم يجر الوصف بالظلم فى كتاب الله مجرى الفسق فى ما ذكرنا وقلما يوصف يهود والمنافقون وان كانوا ظالمين لأنفسهم الا بالفسق.
فالظلم والفسق وان وقعا على المتوغلين فى الكفر حين ذكرنا وبالقرائن فالفسق أشد وأعظم
ولا يوصف به من الكفرة فى كتاب الله الا شرهم.
لما بلغ قوم نوح عليه السلام فى
إصرارهم على الكفر وتماديهم عليه إلى قطع رجائه عليه السلام منهم حتى قال: "ولا
يلدوا إلا فاجرا كفارا " قال تعالى فيهم: "إنهم كانوا قوما فاسقين " ولما ارتكب قوم لوط عليه السلام من فحش المرتكب بما لم يسبقوا إليه وسموا بالفسق ولما بلغ يهود والمنافقين ما أعلم به القرآن من حالهم واستحقوا اللعنة والغضب تكرر وصفهم بالفسق فقد وضح أبين الوضوح ان الظلم بالقرائن حسبما تقدم أشنع من الكفر مجردا وان الفسق أشد زأعظم إذا شهدت له القرائن فحصل بالانتقال فى آى المائدة من أخف إلى أثقل على المطرد فى آى الوعيد وفى المقابل من الترقى فى آى الوعد وان عكس الوارد على ما وضح لا يناسب والله أعلم.
الآية الثالثة عشرة: وهى تمام ما قبلها:
قوله تعالى: "وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم " وفى سورة الحديد: "ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم " للسائل أن يسأل عن وجه ما اختلف فى هاتين السورتين من التفصيل فيمن قفى بهم؟
ووجه ما زيد فى آية الحديد من المقفى بهم قبل عيسى عليه السلام، ولم يقع ذلك فى سورة المائدة مع اتحاد ما قصد فى الموضعين من تواتر الرسل وتقفية بعضهم ببعض؟
والجواب والله أعلم: ان آية المائدة ورد الكلام فيما تقدمها فى بنى إسرائيل من لدن قوله تعالى: "ولقد أخذنا الله ميثاق بنى إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا " إلى الآية التى نحن فيها ثم استمرت الآيات بعد فيهم إلى قوله تعالى:
نام کتاب : ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل نویسنده : ابن الزبير الغرناطي جلد : 1 صفحه : 135