responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمى بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 5  صفحه : 771
[34] {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا} [سبأ: 34] رُؤَسَاؤُهَا وَأَغْنِيَاؤُهَا، {إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [سبأ: 34]
[35] {وَقَالُوا} [سبأ: 35] يَعْنِي قَالَ الْمُتْرَفُونَ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ آمَنُوا، {نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا} [سبأ: 35] وَلَوْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ رَاضِيًا بِمَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنَ الدِّينِ وَالْعَمَلِ لَمْ يُخَوِّلْنَا الْأَمْوَالَ وَالْأَوْلَادَ، {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} [سبأ: 35] أَيْ إِنَّ اللَّهَ أَحْسَنَ إِلَيْنَا فِي الدُّنْيَا بِالْمَالِ وَالْوَلَدِ فَلَا يُعَذِّبُنَا.
[36] {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} [سبأ: 36] يَعْنِي أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ وَيَقْدِرُ ابْتِلَاءً وَامْتِحَانًا لَا يَدُلُّ الْبَسْطُ عَلَى رِضَا اللَّهِ عَنْهُ وَلَا التَّضْيِيقُ عَلَى سَخَطِهِ، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: 36] أَنَّهَا كَذَلِكَ.
[37] {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى} [سبأ: 37] أَيْ قُرْبَى، قَالَ الْأَخْفَشُ: قُرْبَى اسْمُ مَصْدَرٍ كَأَنَّهُ قَالَ: بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا تَقْرِيبًا، {إِلَّا مَنْ آمَنَ} [سبأ: 37] يعني من آمن {وَعَمِلَ صَالِحًا} [سبأ: 37] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُرِيدُ إِيمَانَهُ وَعَمَلَهُ يُقَرِّبُهُ مِنِّي، {فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا} [سبأ: 37] أَيْ يُضَعِّفُ اللَّهُ لَهُمْ حَسَنَاتِهِمْ فيجزي بالحسنة الواحدة إلى سبعمائة في {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ: 37] قَرَأَ حَمْزَةُ: (فِي الْغُرْفَةِ) عَلَى وَاحِدِهِ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِالْجَمْعِ لِقَوْلِهِ: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا} [الْعَنْكَبُوتِ: 58]
[38] {وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ} [سبأ: 38] يعملون، {فِي آيَاتِنَا} [سبأ: 38] في إبطال حجتنا، {مُعَاجِزِينَ} [سبأ: 38] مُعَانِدِينَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُعْجِزُونَنَا وَيَفُوتُونَنَا، {أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ} [سبأ: 38]
[39] {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39] يُعْطِي خُلْفَهُ قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: مَا كَانَ فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا تَقْتِيرٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: مَا تَصَدَّقْتُمْ مِنْ صَدَقَةٍ وَأَنْفَقْتُمْ فِي الْخَيْرِ مِنْ نَفَقَةٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ عَلَى الْمُنْفِقِ، إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهُ لَهُ فِي الآخرة، {وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39] خَيْرُ مَنْ يُعْطِي وَيَرْزُقُ. وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «قال الله تعالى: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك» [1] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ ممسكا تلفا» [2] .

[قوله تعالى وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ] أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ. . .
[40] قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ} [سبأ: 40] قرأ يعقوب وحفص {يَحْشُرُهُمْ} [سبأ: 40] ويقول بالياء فيهما، وقرأ الآخرون بالنون، {جَمِيعًا} [سبأ: 40] يَعْنِي هَؤُلَاءِ الْكُفَّارَ، {ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ} [سبأ: 40] فِي الدُّنْيَا، قَالَ قَتَادَةُ: هَذَا اسْتِفْهَامُ تَقْرِيرٍ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى لِعِيسَى: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الْمَائِدَةِ: 116] فَتَتَبَرَّأُ مِنْهُمُ الْمَلَائِكَةُ.
[41] {قَالُوا سُبْحَانَكَ} [سبأ: 41] تَنْزِيهًا لَكَ، {أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ} [سبأ: 41] أَيْ نَحْنُ نَتَوَلَّاكَ وَلَا نَتَوَلَّاهُمْ، {بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ} [سبأ: 41] يَعْنِي الشَّيَاطِينَ، فَإِنْ قِيلَ لَهُمْ: كَانُوا يَعْبُدُونَ الْمَلَائِكَةَ فَكَيْفَ وَجْهُ قوله: {يَعْبُدُونَ الْجِنَّ} [سبأ: 41] قِيلَ: أَرَادَ الشَّيَاطِينَ زَيَّنُوا لَهُمْ عِبَادَةَ الْمَلَائِكَةِ، فَهُمْ كَانُوا يُطِيعُونَ الشَّيَاطِينَ فِي عِبَادَةِ الْمَلَائِكَةِ، فَقَوْلُهُ {يَعْبُدُونَ} [سبأ: 41] أَيْ يُطِيعُونَ الْجِنَّ {أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ} [سبأ: 41] يَعْنِي مُصَدِّقُونَ لِلشَّيَاطِينِ.
[42] ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ: {فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا} [سبأ: 42] بالشفاعة، {وَلَا ضَرًّا} [سبأ: 42] بِالْعَذَابِ، يُرِيدُ أَنَّهُمْ عَاجِزُونَ لَا نَفْعَ عِنْدَهُمْ وَلَا ضُرَّ، {وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} [سبأ: 42]
[43] {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا} [سبأ: 43] يَعْنُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، {إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى} [سبأ: 43]

[1] أخرجه البخاري في التوحيد 13 / 464 ومسلم في الزكاة برقم (993) 2 / 690.
[2] أخرجه البخاري في الزكاة 3 / 304 ومسلم في الزكاة برقم (1010) 2 / 700.
نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمى بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 5  صفحه : 771
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست