responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمى بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 5  صفحه : 693
[17] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ} [النمل: 17] وجمع لِسُلَيْمَانَ، {جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ} [النمل: 17] في مسيره، {فَهُمْ يُوزَعُونَ} [النمل: 17] فهم يكفون. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: يُوزَعُونَ يُسَاقُونَ، وَقَالَ السُّدِّيُّ: يُوقَفُونَ. وَقِيلَ: يُجْمَعُونَ. وَأَصْلُ الوزع الكف والمنع.
[18] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ} [النمل: 18] قَالَ كَعْبٌ: إِنَّهُ وَادٍ بِالطَّائِفِ، وَقَالَ قَتَادَةُ وَمُقَاتِلٌ. هُوَ أَرْضٌ بالشام. {قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} [النمل: 18] وَلَمْ تَقُلْ: ادْخُلْنَ لِأَنَّهُ لَمَّا جَعَلَ لَهُمْ قَوْلًا كَالْآدَمِيِّينَ خُوطِبُوا بخطاب الآدميين، {لَا يَحْطِمَنَّكُمْ} [النمل: 18] لا يكسرنكم، {سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ} [النمل: 18] وَالْحَطْمُ الْكَسْرُ، {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل: 18] فسمع سليمان قولها. وَمَعْنَى الْآيَةِ: أَنَّكُمْ لَوْ لَمْ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ وَطَؤُوكُمْ وَلَمْ يَشْعُرُوا بكم.
[19] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا} [النمل: 19] قَالَ الزَّجَاجُ: أَكْثَرُ ضَحِكِ الْأَنْبِيَاءِ التبسم. وقوله: {ضَاحِكًا} [النمل: 19] أَيْ مُتَبَسِّمًا. قِيلَ: كَانَ أَوَّلَهُ التبسم وآخره الضحك ثُمَّ حَمِدَ سُلَيْمَانُ رَبَّهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ عَلَيْهِ، {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي} [النمل: 19] أَلْهِمْنِي، {أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: 19] أَيْ أَدْخِلْنِي فِي جُمْلَتِهِمْ، وَأَثْبِتِ اسْمِى مَعَ أَسْمَائِهِمْ وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُرِيدُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ، مِنَ النَّبِيِّينَ. وَقِيلَ: أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عِبَادِكَ الصالحين.
[20] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ} [النمل: 20] أَيْ: طَلَبَهَا وَبَحَثَ عَنْهَا، وَالتَّفَقُّدُ طَلَبُ مَا فُقِدَ، وَمَعْنَى الْآيَةِ. طَلَبَ مَا فَقَدَ مِنَ الطَّيْرِ، {فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ} [النمل: 20] أَيْ مَا لِلْهُدْهُدِ لَا أَرَاهُ، ثُمَّ أَدْرَكَهُ الشَّكُّ فِي غَيْبَتِهِ، فَقَالَ: {أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} [النمل: 20] يَعْنِي أَكَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ، وَالْمِيمُ صِلَةٌ، وَقِيلَ: أَمْ بِمَعْنَى بَلْ، ثُمَّ أَوْعَدَهُ عَلَى غَيْبَتِهِ، فَقَالَ:
[21] {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ} [النمل: 21] لَأَقْطَعَنَّ حَلْقَهُ، {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [النمل: 21] بِحُجَّةٍ بَيِّنَةٍ فِي غَيْبَتِهِ، وَعُذْرٍ ظاهر.
[22] {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ} [النمل: 22] أَيْ غَيْرَ طَوِيلٍ، {فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ} [النمل: 22] وَالْإِحَاطَةُ الْعِلْمُ بِالشَّيْءِ مِنْ جَمِيعِ جِهَاتِهِ، يَقُولُ: عَلِمْتُ مَا لَمْ تَعْلَمْ وَبَلَغْتُ مَا لَمْ تَبْلُغْهُ أَنْتَ وَلَا جُنُودُكَ، {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ} [النمل: 22] اسم البلد أو اسم رجل، {بِنَبَإٍ} [النمل: 22] بخبر {يَقِينٍ} [النمل: 22] فَقَالَ سُلَيْمَانُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ:

[قوله تعالى إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ] كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ. . .
[23] {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ} [النمل: 23] وَكَانَ اسْمُهَا بِلْقِيسَ بِنْتَ شَرَاحِيلَ مِنْ نَسْلِ يَعْرِبَ بْنِ قَحْطَانَ، وَكَانَ أَبُوهَا مَلِكًا عَظِيمَ الشَّأْنِ، {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [النَّمْلِ: 23] يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْمُلُوكُ مِنَ الْآلَةِ والعدة، {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل: 23] سَرِيرٌ ضَخْمٌ كَانَ مَضْرُوبًا مِنَ الذَّهَبِ مُكَلَّلًا بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ الْأَحْمَرِ والزبرجد

نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمى بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 5  صفحه : 693
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست