responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمى بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 5  صفحه : 677
النَّاسُ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ فَمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ فَهُوَ كَرِيمٌ، وَمِنْ دَخَلَ النَّارَ فَهُوَ لَئِيمٌ.
[8] {إِنَّ فِي ذَلِكَ} [الشعراء: 8] الذي ذكرت، {لَآيَةً} [الشعراء: 8] دَلَالَةً عَلَى وُجُودِي وَتَوْحِيدِي وَكَمَالِ قُدْرَتِي، {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 8] مُصَدِّقِينَ أَيْ سَبْقَ عِلْمِي فِيهِمْ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: كَانَ هَاهُنَا صِلَةٌ مَجَازُهُ: وَمَا أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ.
[9] {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ} [الشعراء: 9] الْعَزِيزُ بِالنِّقْمَةِ مِنْ أَعْدَائِهِ، {الرَّحِيمُ} [الشعراء: 9] ذُو الرَّحْمَةِ بِأَوْلِيَائِهِ.
[10] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى} [الشعراء: 10] وَاذْكُرْ يَا مُحَمَّدُ إِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى حِينَ رَأَى الشَّجَرَةَ وَالنَّارَ، {أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الشعراء: 10] يَعْنِي الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْكُفْرِ وَالْمَعْصِيَةِ، وَظَلَمُوا بَنِي إِسْرَائِيلَ بِاسْتِعْبَادِهِمْ وَسَوْمِهِمْ سُوءَ الْعَذَابِ.
[11] {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ} [الشعراء: 11] أَلَّا يَصْرِفُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ عُقُوبَةَ الله بطاعته.
[12] {قَالَ} [الشعراء: 12] يَعْنِي مُوسَى، {رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ} [الشعراء: 12]
[13] {وَيَضِيقُ صَدْرِي} [الشعراء: 13] بتكذيبهم إياي، و {وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي} [الشعراء: 13] قَالَ: هَذَا لِلْعُقْدَةِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى لِسَانِهِ، قَرَأَ يَعْقُوبُ (وَيَضِيقَ) ، (وَلَا يَنْطَلِقَ) بِنَصْبِ الْقَافَيْنِ عَلَى مَعْنَى وَأَنْ يَضِيقَ، وَقَرَأَ الْعَامَّةُ بِرَفْعِهِمَا رَدًّا عَلَى قَوْلِهِ: (إِنِّي أخاف) ، {فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ} [الشعراء: 13] لِيُؤَازِرَنِي وَيُظَاهِرَنِي عَلَى تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ.
[14] {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ} [الشعراء: 14] أَيْ دَعْوَى ذَنْبٍ، وَهُوَ قَتْلُهُ القبطي، {فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ} [الشعراء: 14] أي يقتلونني به.
[15] {قَالَ} [الشعراء: 15] الله تعالى {كَلَّا} [الشعراء: 15] أَيْ لَنْ يَقْتُلُوكَ {فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} [الشعراء: 15] سَامِعُونَ مَا يَقُولُونَ، ذَكَرَ مَعَكُمْ بِلَفْظِ الْجَمْعِ، وَهُمَا اثْنَانِ أَجْرَاهُمَا مَجْرَى الْجَمَاعَةِ. وَقِيلَ: أَرَادَ مَعَكُمَا وَمَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ نَسْمَعُ مَا يُجِيبُكُمْ فِرْعَوْنُ.
[16] {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشُّعَرَاءِ: 16] وَلَمْ يَقُلْ رَسُولَا رَبِّ الْعَالَمِينَ لأنه أراد الرسالة أَنَا ذُو رِسَالَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الرَّسُولُ بِمَعْنَى الِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ، تَقُولُ الْعَرَبُ: هَذَا رَسُولِي وَوَكِيلِي وَهَذَانِ وَهَؤُلَاءِ رَسُولِي وَوَكِيلِي، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} [الْكَهْفِ: 50] وَقِيلَ: مَعْنَاهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
[17] {أَنْ أَرْسِلْ} [الشعراء: 17] أَيْ بِأَنْ أَرْسِلْ، {مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 17] أي إِلَى فِلَسْطِينَ، وَلَا تَسْتَعْبِدْهُمْ، وَكَانَ فِرْعَوْنُ اسْتَعْبَدَهُمْ أَرْبَعَمِائَةِ سَنَةٍ، وَكَانُوا في ذلك الوقت ستمائة ألف وَثَلَاثِينَ أَلْفًا، فَانْطَلَقَ مُوسَى إِلَى مِصْرَ وَهَارُونُ بِهَا فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ.
[18] {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا} [الشعراء: 18] صَبِيًّا، {وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} [الشعراء: 18] وَهُوَ ثَلَاثُونَ سَنَةً.
[19] {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ} [الشعراء: 19] يَعْنِي قَتْلَ الْقِبْطِيِّ، {وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [الشعراء: 19] قَالَ الْحَسَنُ وَالسُّدِّيُّ: يَعْنِي وَأَنْتَ من الكافرين بإلهك الذي تدعيه، ومعناه: عَلَى دِينِنَا هَذَا الَّذِي تَعِيبُهُ. وَقَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ: مَعْنَى قَوْلِهِ وأنت من الكافرين يعني مِنَ الْجَاحِدِينَ لِنِعْمَتِي وَحَقِّ تَرْبِيَتِي، يَقُولُ رَبَّيْنَاكَ فِينَا فَكَافَأْتَنَا أَنْ قَتَلْتَ مِنَّا نَفْسًا وَكَفَرْتَ بِنِعْمَتِنَا. وَهَذَا رِوَايَةُ الْعَوْفِيِّ عَنِ ابْنِ عباس: إِنَّ فِرْعَوْنَ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ ما الكفر بالربوبية.

[قوله تعالى قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ. .] .
[20] {قَالَ} [الشعراء: 20] موسى {فَعَلْتُهَا إِذًا} [الشعراء: 20] أَيْ فَعَلْتُ مَا فَعَلْتُ حِينَئِذٍ، {وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} [الشعراء: 20] أي من الجاهلين، لم يأت من الله شيئا. وَقِيلَ: مِنَ الْجَاهِلِينَ بِأَنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى قَتْلِهِ. وَقِيلَ: مِنَ الضَّالِّينَ عَنْ طَرِيقِ الصَّوَابِ مِنْ غَيْرِ تَعَمُّدٍ. وَقِيلَ. مِنَ الْمُخْطِئِينَ.
[21] {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ} [الشعراء: 21] إِلَى مَدْيَنَ، {فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا} [الشعراء: 21] يَعْنِي النُّبُوَّةَ، وَقَالَ مُقَاتِلٌ: يَعْنِي الْعِلْمَ وَالْفَهْمَ، {وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: 21]
[22] {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 22] اخْتَلَفُوا فِي تَأْوِيلِهَا فَحَمَلَهَا بَعْضُهُمْ عَلَى الإٌقرار

نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمى بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 5  صفحه : 677
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست