نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 5 صفحه : 3051
من دعا إلى هذا الصدق وهو مقتنع به مؤمن بأنه الحق، يشارك قلبه لسانه فيما يدعو إليه.. «أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ» ..
ويتوسع في عرض صفة المتقين هؤلاء وما أعده لهم من جزاء:
«لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ، ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ» ..
وهو تعبير جامع، يشمل كل ما يخطر للنفس المؤمنة من رغائب، ويقرر أن هذا «لَهُمْ» عند ربهم، فهو حقهم الذي لا يخيب ولا يضيع.. «ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ» ..
ذلك ليحقق الله ما أراده لهم من خير ومن كرامة، ومن فضل يزيد على العدل يعاملهم به، متفضلا محسنا:
«لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ» ..
فالعدل أن تحسب الحسنات وتحسب السيئات ثم يكون الجزاء.
والفضل هو هذا الذي يتجلى به الله على عباده المتقين هؤلاء أن يكفر عنهم أسوأ أعمالهم فلا يبقى لها حساب في ميزانهم. وأن يجزيهم أجرهم بحساب الأحسن فيما كانوا يعملون، فتزيد حسناتهم وتعلو وترجح في الميزان.
إنه فضل الله يؤتيه من يشاء. كتبه الله على نفسه بوعده. فهو واقع يطمئن إليه المتقون المحسنون..