responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 5  صفحه : 2997
والآلام. واحتسبها لها وفاء وأداء. وقبل منها وفدّاها. وأكرمها كما أكرم أباها..
«وتركنا عليه في الآخرين» ..
فهو مذكور على توالي الأجيال والقرون. وهو أمة. وهو أبو الأنبياء. وهو أبو هذه الأمة المسلمة. وهي وارثة ملته. وقد كتب الله لها وعليها قيادة البشرية على ملة إبراهيم. فجعلها الله له عقبا ونسبا إلى يوم الدين.
«سلام على إبراهيم» ..
سلام عليه من ربه. سلام يسجل في كتابه الباقي. ويرقم في طوايا الوجود الكبير.
«كذلك نجزي المحسنين» ..
كذلك نجزيهم بالبلاء.. والوفاء والذكر. والسّلام. والتكريم.
«إنه من عبادنا المؤمنين» ..
وهذا جزاء الإيمان. وتلك حقيقته فيما كشف عنه البلاء المبين.
ثم يتجلى عليه ربه بفضله مرة أخرى ونعمته فيهب له إسحاق في شخوخته. ويباركه ويبارك إسحاق. ويجعل إسحاق نبيا من الصالحين.
«وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين. وباركنا عليه وعلى إسحاق» ..
وتتلاحق من بعدهما ذريتهما. ولكن وراثة هذه الذرية لهما ليست وراثة الدم والنسب إنما هي وراثة الملة والمنهج: فمن اتبع فهو محسن. ومن انحرف فهو ظالم لا ينفعه نسب قريب أو بعيد:
«ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين» ..
ومن ذريتهما موسى وهارون:
«ولقد مننا على موسى وهارون. ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم. ونصرناهم فكانوا هم الغالبين.
وآتيناهما الكتاب المستبين. وهديناهما الصراط المستقيم. وتركنا عليهما في الآخرين. سلام على موسى وهارون.
إنا كذلك نجزي المحسنين. إنهما من عبادنا المؤمنين» ..
وهذه اللمحة من قصة موسى وهارون تعنى بإبراز منة الله عليهما باختيارهما واصطفائهما. وبنجاتهما وقومهما «من الكرب العظيم» الذي تفصله القصة في السور الأخرى. وبالنصر والغلبة على جلاديهم من فرعون وملئه.
وبإعطائهما الكتاب الواضح المستبين. وهدايتهما إلى الصراط المستقيم. صراط الله الذي يهدي إليه المؤمنين.
وبإيقاء ذكرهما في الأجيال الآتية والقرون الأخيرة وتنتهي هذه اللمحة بالسلام من الله على موسى وهارون.
والتعقيب المتكرر في السورة لتقرير نوع الجزاء الذي يلقاه المحسنون، وقيمة الإيمان الذي يكرم من أجله المؤمنون..
وتعقب تلك اللمحة لمحة مثلها عن إلياس، والأرجح أنه النبي المعروف في العهد القديم باسم إيلياء. وقد أرسل إلى قوم في سورية كانوا يعبدون صنما يسمونه بعلا. وما تزال آثار مدينة بعلبك تدل على آثار هذه العبادة.
«وإن إلياس لمن المرسلين. إذ قال لقومه ألا تتقون؟ أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين. الله ربكم ورب آبائكم الأولين؟ فكذبوه فإنهم لمحضرون. إلا عباد الله المخلصين. وتركنا عليه في الآخرين. سلام على إلياسين.
إنا كذلك نجزي المحسنين. إنه من عبادنا المؤمنين» ..

نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 5  صفحه : 2997
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست