responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 5  صفحه : 2982
ذات طابع فريد حقا سنلمسه عند استعراضه تفصيلا في مكانه من السورة.
وفي القصص ومواقفه وإيحاءاته. وبخاصة في قصة إبراهيم وولده الذبيح إسماعيل- عليهما السّلام، وترتفع المؤثرات الموحية هنا إلى الذروة التي تهز القلوب هزا عميقا عنيفا.
ذلك إلى الإيقاع الموسيقي في السورة وهو ذو طابع مميز يتفق مع صورها وظلالها ومشاهدها ومواقفها وإيحاءاتها المتلاحقة العميقة.
ويجري سياق السورة في عرض موضوعاتها في ثلاثة أشواط رئيسية:
الشوط الأول يتضمن افتتاح السورة بالقسم بتلك الطوائف من الملائكة: والصافات صفا. فالزاجرات زجرا.
فالتاليات ذكرا على وحدانية الله رب المشارق، مزين السماء بالكواكب. ثم تجيء مسألة الشياطين وتسمعهم للملأ الأعلى ورجمهم بالشهب الثاقبة. يتلوها سؤال لهم: «أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً» أم تلك الخلائق: الملائكة والسماء والكواكب والشياطين والشهب؟ للتوصل من هذا إلى تسفيه ما كانوا يقولونه عن البعث، وإثبات ما كانوا يستبعدونه ويستهزئون بوقوعه. ومن ثم يعرض ذلك المشهد المطول للبعث والحساب والنعيم والعذاب.
وهو مشهد فريد..
والشوط الثاني يبدأ بأن هؤلاء الضالين لهم نظائر في السابقين، الذين جاءتهم النذر فكان أكثرهم من الضالين.
ويستطرد في قصص أولئك المنذرين من قوم نوح وإبراهيم وموسى وهارون وإلياس ولوط ويونس وكيف كانت عاقبة المنذرين وعاقبة المؤمنين.
والشوط الثالث يتحدث عن تلك الأسطورة التي مر ذكرها: أسطورة الجن والملائكة. ويقرر كذلك وعد الله لرسله بالظفر والغلبة: «وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ» ..
وينتهي بختام السورة بتنزيه الله سبحانه والتسليم على رسله والاعتراف بربوبيته: «سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ. وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» .. وهي القضايا التي تتناولها السورة في الصميم..
والآن نأخذ في التفصيل:
«وَالصَّافَّاتِ صَفًّا، فَالزَّاجِراتِ زَجْراً، فَالتَّالِياتِ ذِكْراً، إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ. رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ» ..
والصافات والزاجرات والتاليات.. طوائف من الملائكة ذكرها هنا بأعمالها التي يعلمها. والتي يجوز أن تكون هي الصافات قوائمها في الصلاة، أو أجنحتها في ارتقاب أمر الله. والزاجرات لمن يستحق الزجر من العصاة في أثناء قبض أرواحهم مثلا أو عند الحشر والسوق إلى جهنم أو في أية حالة وفي أي موضع. والتاليات للذكر..
القرآن أو غيره من كتب الله أو المسبحات بذكر الله.
يقسم الله سبحانه بهذه الطوائف من الملائكة على وحدانيته: «إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ» .. ومناسبة هذا القسم- كما أسلفنا- هو تلك الأسطورة التي كانت شائعة في جاهلية العرب من نسبة الملائكة إلى الله، واتخاذهم آلهة بما أنهم- بزعمهم- بنات الله! ثم يعرف الله عباده بنفسه في صفته المناسبة للوحدانية:

نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 5  صفحه : 2982
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست