نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 3 صفحه : 1500
يمضي السياق في السورة، يستعرض الماضي في مواجهة الحاضر ويصور للعصبة المسلمة التي خاضت المعركة وانتصرت فيها ذلك النصر المؤزر، مدى النقلة الهائلة بين ذلك الماضي وهذا الحاضر ويريها فضل الله عليها في تدبيره لها وتقديره.. الأمر الذي تتضاءل إلى جانبه الأنفال والغنائم كما تهون إلى جانبه التضحيات والمشاق.
ولقد سبق في الدرس الماضي تصوير ما كان عليه موقف المسلمين في مكة- وقبل هذه الغزوة- من القلة والضعف وقلة المنعة، حتى ليخافون أن يتخطفهم الناس وتصوير ما صاروا إليه من الإيواء والعزة والنعمة بتدبير الله ورعايته وفضله..
وهنا يستطرد إلى تصوير موقف المشركين وهم يبيتون لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- قبيل الهجرة ويتآمرون. وهم يُعرضون عما معه من الآيات ويزعمون أنهم قادرون على الإتيان بمثلها لو يشاءون! وهم يعاندون ويلج بهم العناد حتى ليستعجلون العذاب- إن كان هذا هو الحق من عند الله- بدلا من أن يفيئوا إليه ويهتدوا به! ثم يذكر كيف ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، ويجمعوا لحرب رسول الله ويوعدهم بالخيبة والحسرة في الدنيا، والحشر إلى جهنم في الآخرة، والخسارة هنا وهناك من وراء الكيد والجمع والتدبير.
وفي النهاية يأمر الله نبيه أن يواجه الذين كفروا فيخيرهم بين أمرين: أن ينتهوا عن الكفر العناد وحرب الله ورسوله فيغفر لهم ما سبق في جاهليتهم من هذه المنكرات. أو أن يعودوا لما هم عليه وما حاولوه فيصيبهم ما أصاب الأولين من أمثالهم وتجري عليه سنة الله بالعذاب الذي يشاؤه الله ويقدره كما يريد ...
ثم يأمر الله المسلمين أن يقاتلوهم حتى لا تكون للكفر قوة يفتنون بها المسلمين وحتى تتقرر الألوهية في
نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 3 صفحه : 1500