responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 3  صفحه : 1179
بسم الله الرّحمن الرّحيم هذا الجزء الثامن مؤلف من شطرين: الشطر الأول هو بقية سورة الأنعام- التي سبق شطرها الأول في الجزء السابع- والشطر الثاني هو من سورة الأعراف..
ولقد سبق التعريف بسورة الأنعام في الجزء السابع وسنحاول هنا أن نصل قارئ هذا الجزء بالتعريف الذي تضمنه ذلك الجزء. أما الكلام عن سورة الأعراف فسيجيء في موضعه- إن شاء الله- عند ما نواجه السورة.
تمضي بقية سورة الأنعام على منهج السورة الذي أوضحناه في التعريف بها في الجزء السابع. والذي يحسن أن نشير إليه ملخصا في فقرات مجملة:
جاء في التعريف بالسورة هذه الفقرات:
«إنها- في جملتها- تعرض «حقيقة الألوهية» . تعرضها في مجالي الكون والحياة. كما تعرضها في مجالي النفس والضمير.. وتعرضها في مجاهيل هذا الكون المشهود، كما تعرضها في مجاهيل ذلك الغيب المكنون..
وتعرضها في النشأة الكونية، والنشأة الحيوية، والنشأة الإنسانية كما تعرضها في مصارع الغابرين، واستخلاف المستخلفين.. وتعرضها في مشاهد الفطرة وهي تواجه الكون، وتواجه الأحداث، وتواجه النعماء والضراء كما تعرضها في مظاهر القدرة الإلهية والهيمنة في حياة البشر الظاهرة والمستكنة، وفي أحوالهم الواقعة والمتوقعة..
وأخيرا تعرضها في مشاهد القيامة، ومواقف الخلائق، وهي موقوفة على ربها الخالق ...
«هكذا تطوّف السورة بالقلب البشري في هذه الآماد والآفاق، وفي هذه الأغوار والأعماق.. ولكنها تمضي في هذا كله على منهج القرآن المكي- الذي أسلفنا الحديث عنه في الصفحات السابقة [1] - وعلى منهج القرآن كله.. إنها لا تهدف إلى تصوير «نظرية» في العقيدة، ولا إلى جدل لاهوتي يشغل الأذهان والأفكار..
إنما تهدف إلى تعريف الناس بربهم الحق، لتصل من هذا التعريف إلى تعبيد الناس لربهم الحق.. تعبيد ضمائرهم وأرواحهم، وتعبيد سعيهم وحركتهم، وتعبيد تقاليدهم وشعائرهم، وتعبيد واقعهم كله لهذا السلطان المتفرد..
سلطان الله الذي لا سلطان غيره في الأرض ولا في السماء.
«ويكاد اتجاه السورة كله يمضي إلى هذا الهدف المحدد.. من أولها إلى آخرها.. فالله هو الخالق. والله هو الرازق، والله هو المالك. والله هو صاحب القدرة والقهر والسلطان. والله هو العليم بالغيوب والأسرار. والله هو الذي يقلب القلوب والأبصار كما يقلب الليل والنهار.. وكذلك يجب أن يكون الله هو الحاكم في حياة

[1] إشارة إلى ما سبق في التعريف بالقرآن المكي جملة في الجزء السابع: ص 1004- 1015
نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 3  صفحه : 1179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست