نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 84
بفتح التاء والميم فيهما. وقرأ أبو عمرو: «ثُمْر» و «بثُمْره» بضمة واحدة وسكون الميم. قال الفراء:
الثَّمَر، بفتح الثاء والميم: المأكول، وبضمها: المال وقال ابن الأنباري: الثَّمر، بالفتح: الجمع الأول، والثُّمُر، بالضم: جمع الثَّمَر، يقال: ثَمَر، وثُمُر، كما يقال: أسَد، وأُسُد، ويصلح أن يكون الثُّمُر جمع الثِّمار، كما يقال: حِمار وحُمُر، وكِتاب وكُتُب، فمن ضَمَّ، قال: الثُّمُر أعم، لأنها تحتمل الثمار المأكولة، والأموال المجموعة. قال أبو علي الفارسي: وقراءة أبي عمرو: «ثُمُر» يجوز أن تكون جمع ثمار، ككتاب، وكُتُب، فتخفف، فيقال: كُتْب، ويجوز أن يكون «ثُمْر» جمع ثَمَرة، كبَدَنة وبُدْن، وخَشَبة، وخُشْب. ويجوز أن يكون (ثُمُر) واحداً، كعُنُق، وطُنُب. وقد ذكر المفسرون في قراءة من ضم ثلاثة أقوال: أحدها: أنه المال الكثير من صنوف الأموال، قاله ابن عباس. والثاني: أنه الذهب، والفضة، قاله مجاهد. والثالث: أنه جمع ثمرة، قال الزجاج: يقال: ثَمَرة، وثِمار، وثمر. فإن قيل: ما الفائدة في ذِكْر الثّمر بعد ذِكْر الجنَّتين، وقد عُلم أن صاحب الجنة لا يخلو من ثمر؟ فعنه ثلاثة أجوبة:
أحدها: أنه لم يكن أصل الأرض ملكاً له، وإِنما كانت له الثمار، قاله ابن عباس. والثاني: أن ذِكْر الثّمر دليل على كثرة ما يملك من الثمار في الجنّتين وغيرهما، ذكره ابن الأنباري. والثالث: قد ذكرنا أن المراد بالثمر الأموال من الأنواع وذكرنا أنها الذهب، والفضّة، وذلك يخالف الثمر المأكول قال أبو علي الفارسي: من قال: هو الذهب، والوَرِق، فإنما قيل لذلك: ثُمُر على التفاؤل، لأن الثمر نماء في ذي الثّمر، وكونه ها هنا بالجنى أشبه بالذّهب والفضة. ويقوي ذلك: وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها والإِنفاق من الوَرِق، لا من الشجر.
قوله تعالى: فَقالَ يعني الكافر لِصاحِبِهِ المؤمن وَهُوَ يُحاوِرُهُ أي: يراجعه الكلام ويجاوبه. وفيما تحاورا فيه قولان: أحدهما: أنه الإِيمان والكفر. والثاني: طلب الدنيا، وطلب الآخرة. فأما «النفر» فهم الجماعة، ومثلهم: القوم والرهط ولا واحد لهذه الألفاظ من لفظها. وقال ابن فارس اللغوي: النفر: عدة رجال من ثلاثة إِلى العشرة.
وفيمن أراد بنَفَره ثلاثة أقوال: أحدها: عبيده، قاله ابن عباس. والثاني: ولده، قاله مقاتل.
والثالث: عشيرته ورهطه، قاله أبو سليمان.
قوله تعالى: وَدَخَلَ جَنَّتَهُ يعني: الكافر وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ بالكفر وكان قد أخذ بيد أخيه فأدخله معه: قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً أنكر فتاء الدنيا، وفَناء جنته، وأنكر البعث والجزاء بقوله تعالى: وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وهذا شك منه في البعث، ثم قال: وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي أي: كما تزعُم أنت. قال ابن عباس: يقول إِن كان البعث حقاً لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها قرأ أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي: «خيراً منها» ، وكذلك هي في مصاحف أهل البصرة والكوفة. وقرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر: «خيراً منهما» بزيادة ميم على التّثنية، وكذلك هي في مصاحب أهل مكة والمدينة والشام. قال أبو علي: الإِفراد أولى، لأنه أقرب إِلى الجَنَّة المفردة في قوله: وَدَخَلَ جَنَّتَهُ، والتثنية لا تمتنع، لتقدم ذِكْر الجَنَّتين.
قوله تعالى: مُنْقَلَباً أي: كما أعطاني هذا في الدنيا، سيعطيني في الآخرة أفضل منه.