نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 76
تقولون، ليس كما تعلمون. وقيل: «إِلا مراءً ظاهراً» بحجة واضحة، حكاه الماوردي. والمراء في اللغة: الجدال يقال: مارى يُماري مُماراة ومِراءً، أي: جادَل. قال ابن الأنباري: معنى الآية: لا تجادل إِلا جدال متيقِّنٍ عالِم بحقيقة الخبر، إذ الله تعالى ألقى إليك ما لا يشوبه باطل. وتفسير المراء في اللغة: استخراج غصب المجادل، من قولهم: مَرَيْتُ الشاة: إِذا استخرجت لبنها. قوله تعالى: وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ أي: في أصحاب الكهف، (منهم) قال ابن عباس: يعني: من أهل الكتاب. قال الفراء:
أتاه فريقان من النصارى، نسطوري، ويعقوبي، فسألهم النبي صلى الله عليه وسلّم عن عددهم، فنُهي عن ذلك.
قوله تعالى: وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً (23) إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ.
(930) سبب نزولها أن قريشا سألوا النبيّ صلى الله عليه وسلّم عن ذي القرنين، وعن الرُّوح، وعن أصحاب الكهف، فقال: غداً أخبركم بذلك، ولم يقل: إِن شاء الله، فأبطأ عليه جبريل خمسة عشر يوماً لتركه الاستثناء، فشقَّ ذلك عليه، ثم نزلت هذه الآية، قاله أبو صالح عن ابن عباس. ومعنى الكلام: ولا تقولن لشيء إِني فاعل ذلك غداً، إِلا أن تقول: إِن شاء الله، فحذف القول.
قوله تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ قال ابن الأنباري: معناه: واذكر ربَّكَ بعد تقضِّي النسيان، كما تقول: اذكر لعبد الله- إِذا صلّى- حاجتك، أي: بعد انقضاء الصلاة.
وللمفسرين في معنى الآية ثلاثة أقوال [1] : أحدها: أن المعنى: إذا نسيت الاستثناء ثم ذكرت،
عزاه المصنف لأبي صالح عن ابن عباس، ورواية أبي صالح هو الكلبي، وهو ممن يضع الحديث، فالخبر من هذا الوجه ليس بشيء. وذكره الواحدي في «الوسيط» 3/ 143 نقلا عن المفسرين. وذكره ابن هشام في «السيرة» [1]/ 235- 238- 244 عن ابن إسحاق مطوّلا، وهذا معضل، فهو ضعيف. وأخرجه الطبري 22861 والبيهقي في «الدلائل» 2/ 269- 271 كلاهما عن ابن إسحاق حدثني رجل من أهل مكة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، فذكره بنحو ما ذكره ابن هشام، وإسناده ضعيف لجهالة شيخ ابن إسحاق وليس فيه سبب نزول هذه الآية. ولبعضه شواهد، وبعضه الآخر غريب.
وأما سؤال قريش النبيّ صلى الله عليه وسلّم فأخرجه الترمذي 3140 وأحمد [1]/ 255 وابن حبان 99 والحاكم 2/ 531 والبيهقي في «الدلائل» 2/ 269 وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب اه. عن عكرمة عن ابن عباس قال: قالت قريش ليهود: أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل، فقالوا: سلوه عن الروح، قال: فسألوه عن الروح، فأنزل الله: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا قالوا: أوتينا علما كثيرا التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا، فأنزلت قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ إلى آخر الآية. لفظ الترمذي. وليس في الحديث سبب نزول هذه الآية. انظر «أحكام القرآن» 1460 و 1461 بتخريجنا. [1] قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في «تفسيره» 3/ 102 في تفسير هذه الآية: هذا إرشاد من الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلّم إلى الأدب فيما إذا عزم على شيء ليفعله في المستقبل أن يردّ ذلك إلى مشيئة الله عز وجل علّام الغيوب.
وقوله: وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ قيل معناه: إذا نسيت الاستثناء، فاستثن عند ذكرك له، وعن ابن عباس في الرجل يحلف؟ قال: له أن يستثني ولو إلى سنة. ومعنى قول ابن عباس إذا نسي أن يقول في حلفه أو كلامه «إن شاء الله» وذكر ولو بعد سنة، ولو بعد الحنث فالسّنة أن يقول ذلك ليكون آتيا بسنّة الاستثناء. ولا يكون ذلك رافعا لحنث اليمين ومسقطا للكفارة، فأما الكفارة فله لازمة بالحنث بكل حال، إلا أن يكون استثناؤه موصولا بالحلف. قاله ابن جرير وهو الصحيح والأليق بحمل كلام ابن عباس عليه، والله أعلم. اه. [.....]
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 76