نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 486
بثوبه، فخرج في طلبه، فرأَوه فقالوا: واللهِ ما به من بأس. والحديث مشهور في الصحاح كلِّها من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقد ذكرتُه باسناده في «المغني» و «الحدائق» . قال ابن قتيبة:
والآدَر: عظيم الخُصيتين.
(1181) والثاني: أن موسى صَعِد الجبل ومعه هارون، فمات هارون، فقال بنو إِسرائيل: أنت قتلتَه فآذَوه بذلك، فأمر اللهُ تعالى الملائكةَ فحملته حتى مرَّت به على بني إِسرائيل، وتكلَّمت الملائكة بموته حتى عرف بنو إِسرائيل أنه مات، فبرّأه الله تعالى من ذلك، قاله عليّ عليه السلام.
الإرسال كما تقدم. وكرره البخاري 4799 من طريق روح عن عوف عن الحسن ومحمد وخلاس عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن موسى كان رجلا حييّا» ، وذلك قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى....
- وللحديث طريق آخر: أخرجه البخاري 278 ومسلم 339 وص 1841 وابن حبان 6211 وأبو عوانة 1/ 281 والواحدي في «الوسيط» 3/ 483 من طرق عن عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة مرفوعا.
- وله علة، وهي الوقف: أخرجه مسلم ص 1842 من وجه آخر عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة موقوفا عليه. وراويه عن خالد الحذاء، يزيد بن زريع، وهذا إسناد كالشمس.
- وأخرجه الطبري 26875 عن قتادة، قال: حدث الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... الحديث، وهذا منقطع. وورد من حديث أبي هريرة من وجه آخر: أخرجه الطبري 28669 من طريق جابر الجعفي عن عكرمة عن أبي هريرة مرفوعا. وإسناده ساقط، جابر هو ابن يزيد، متروك الحديث. وله شاهد من حديث أنس: أخرجه البزار 2252 «كشف» وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد. وقال الهيثمي في «المجمع» 7/ 93- 94: ثقة، سيء الحفظ. قلت: جزم الحافظ في «التقريب» بضعفه. وورد عن ابن عباس موقوفا: أخرجه الطبري 28668 وإسناده صحيح، رجاله رجال البخاري ومسلم. وكرره 28670 وإسناده ضعيف جدا، فيه مجاهيل، وعطية العوفي واه. وورد عن قتادة قوله: أخرجه الطبري 28672. وورد عن الحسن وقتادة قولهما:
أخرجه عبد الرزاق في «التفسير» 2382 عن معمر عن الحسن وقتادة.
- الخلاصة: روي مرفوعا بإسناد حسن، وآخر صحيح، وأخر ضعيفة. وورد موقوفا بإسناد كالشمس، عن أبي هريرة ومثله عن ابن عباس بسند صحيح موقوفا. وورد عن قتادة وعن الحسن قولهما لم يرفعاه. فالحديث كما ترى ورد مرفوعا، وموقوفا، وموقوفا على بعض التابعين، وفي المتن غرابة. لكن لا أقدم على ترجيح الوقف بسبب أن الحديث في الصحيحين، ولم أجد من رجح وقفه، والله أعلم.
ولفظ البخاري المرفوع من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن موسى كان رجلا حييا سترا لا يرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا: ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده: إما برص وإما أدرة، وإما من آفة. وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر! حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربا بعصاه فو الله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا. فذلك قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا، وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً. قال الحافظ في «الفتح» 1/ 386: قال الجوهري: الأدرة: نفخة في الخصية، وهي بفتحات، وحكي بضم أوله، وإسكان الدال.
وقال القرطبي رحمه الله في «تفسيره» 14/ 224: وهو الصحيح من الأقوال. وهو مذهب الجمهور.
أخرجه الطبري 2876 وابن أبي حاتم كما في «تفسير ابن كثير» 3/ 639 وإسناده حسن لأجل سفيان بن حسين، فإنه حسن الحديث، وباقي الإسناد ثقات. وانظر «أحكام القرآن» 3/ 627 بتخريجنا.
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 486