نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 113
قوله تعالى: كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ قال ابن الأنباري: كانت لهم في علم الله قبل أن يُخلَقوا.
وروى البخاري ومسلم في (الصحيحين) من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال:
(946) «جِنانُ الفردوس أربع، ثنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهما، وثنتان من فضة حليتهما وآنيتهما وما فيها، وليس بين القوم وبين أن ينظروا إِلى ربهم إِلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن» .
(947) وروى عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، الفردوس أعلاها، ومنها تفجَّر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس» . قال أبو أمامة: الفردوس سرّة الجنة. قال مجاهد: الفردوس: البستان بالرومية.
وقال كعب، والضحاك: «جنات الفردوس» : جنات الأعناب. قال الكلبي، والفراء: الفردوس: البستان الذي فيه الكرم. وقال المبرد: الفردوس فيما سمعت من كلام العرب: الشجر الملتفّ، والأغلب عليه العنب. وقال ثعلب: كل بستان يحوّط عليه فهو فردوس، قال عبد الله بن رواحة:
في جنان الفردوس ليس يخافون ... خروجاً عنها ولا تحويلا
وقرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي قال: قال الزجاج: الفردوس أصله رومي أعرب، وهو البستان، كذلك جاء في التفسير، وقد قيل: الفردوس تعرفه العرب، وتسمي الموضع الذي فيه كرم:
فردوساً. وقال أهل اللغة: الفردوس مذكَّر، وإِنما أنث في قوله تعالى: يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ [1] . لأنه عنى به الجنة. وقال الزجاج: وقيل: الفردوس: الأودية التي تنبت ضروباً من النبت، وقيل: هو بالرومية منقول إِلى لفظ العربية، قال: والفردوس أيضاً بالسريانية كذا لفظه: فردوس، قال:
ولم نجده في أشعار العرب إِلا في شعر حسان، وحقيقته أنه البستان الذي يجمع كل ما يكون في البساتين، لأنه عند أهل كل لغة كذلك، وبيت حسان:
فَإِنِّ ثَوَابَ اللهِ كلَّ مُوَحِّدٍ ... جِنَانٌ مِنَ الفردوس فيها يخلّد «2»
صحيح. أخرجه البخاري 4878 و 4880 و 7444 ومسلم 180 والترمذي 2528 وابن ماجة 186 وابن أبي عاصم في «السنة» 613 وأحمد 4/ 411 والدولابي في «الكنى» [2]/ 71 وابن أبي داود في «البعث» 59 وابن خزيمة في «التوحيد» ص 16 وابن حبان 7386 والبيهقي في «الاعتقاد» ص 130 والبغوي في «شرح السنة» 4275 والذهبي في «تذكرة الحفاظ» [1]/ 270 من طرق عن أبي موسى الأشعري. وأخرجه أحمد 4/ 416 وابن أبي شيبة 13/ 148 والدارمي [2]/ 333 والطيالسي 529 وابن مندة في «التوحيد» 781 من طريق أبي قدامة الحارث بن عبيد عن أبي عمران الجوني به وأتم منه وكلهم عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال:
«جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إِلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن» .
صحيح. أخرجه الترمذي 2531 وأحمد 5/ 316 والطبري 23406 و 23407 والحاكم [1]/ 80 والبيهقي في «البعث» 248 من حديث عبادة بن الصامت، وإسناده صحيح. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وله شواهد كثيرة عند الطبري والبيهقي. وانظر «تفسير الشوكاني» 1536 بتخريجنا. [1] سورة المؤمنون: 11. [2] البيت في ديوانه: 150 واللسان- فردس-.
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 113