نام کتاب : تيسير التفسير نویسنده : القطان، إبراهيم جلد : 1 صفحه : 341
الدعاء: الطلب، ولكن يدعون هنا بمعنى يعبدون، لأن من عبد شيئاً دعاه عند الحاجة. اناث: معناها معروف، والمراد هنا اللات والعزى ومناة، لأن أسماءها مؤنثة، وقيل: المراد بالإناث الأموات، لأن العرب تصف الضعيف بالأنوثة. المريد: بفتح الميم، مبالغة في العصيان والتمرد اللعن: الطرد والاهانة. النصيب المفروض: الحصة الواجبة. الأماني: جمع أمنية. البتك: القطع. المحيص: المهرب، والميم فيه زائدة، لأنه مصدر حاصَ بحيص، يقال: وقع في حَيْصَ بَيْصَ، أي في أمر يعسر التخلص منه.
{إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلك لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بالله فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً} . تجد تفسيرها في الآية 48 من هذه السورة، ولا اختلاف بين النصبين إلا في التتمة، حيث اقل هناك: {وَمَن يُشْرِكْ بالله فَقَدِ افترى إِثْماً عَظِيماً} وقال هنا: {وَمَن يُشْرِكْ بالله فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً} والمعنى واحد. وهنا نتعرض للتكرار في القرآن، من جديد، فنورد ما قاله صاحب «تفسير المنار» عند تفسيره لهذه الآية:
«ان القرآن ليس قانوناً، ولا كتاباً فنياً، يذكر المسألة مرة واحدة، يرجع اليها حافظها عند ارادة العمل بها، وانما هو كتاب هداية. . وانما ترجى الهداية بايراد المعاني التي يراد ايداعها في النفوس في كل سياق يعدها ويهؤها لقبول المعنى المراد، وانما يتم ذلك بتكرار المقاصد الاساسية. ولا يمكن أن تتمكن دعوة عامة إلا بالتكرار، ولذلك نرى أهل المذاهب الدينية والسياسية الذي عرفوا سنن الاجتماع وطبائع البشر وأخلاقهم يكررون مقاصدهم في خطبهم ومقالاتهم التي ينشرونها في صحفهم وكتبهم» .
{إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً} . كان أهل الجاهلية يزعمون ان الملائكة بنات الله: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بالبنين واتخذ مِنَ الملاائكة إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً} [الإسراء: 40] . وقد حملهم هذا الاعتقاد على أن يتخذوا تماثيل يسمونها أسماء الاناث، كاللات والعزى ومناة، ويرمزون بها الى الملائكة التي زعموا انها بنات الله. . ومع الزمن تحولت تلك الأصنام عندهم إلى آلهة تخلق وترزق. . وهكذا تتحول وتتطور زيارة قبور الأولياء عند الاعراب والعوام من تقديس المبدأ الذي مات عليه صاحب القبر الى الاعتقاد بأنه قوة عليا تجلب النفع، وتدفع الضرر.
{وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً} . أي ان عبادة المشركين للاصنام هي في واقعها عبادة الشيطان نفسه، لأنه هو الذي أمرهم بها فأطاعوه.
{لَّعَنَهُ الله وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً} . المعنى ان الشيط
ان قال لله، جل وعز: ان لي سهماً فيمن خلقتَهم لعبادتك، وقلت عنهم فيما قلت: {وَمَا خَلَقْتُ الجن والإنس إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] ، وان هذا السهم فرض واجب لي يطعيني ويعصيك. والآن: ان ظاهر الآية يدل على ان الشيطان سخص حقيقي، وانه يخاطب الله بقوة وثقة، فهل الكلام جارٍ على ظاهره، أو لا بد من التأويل؟ .
نام کتاب : تيسير التفسير نویسنده : القطان، إبراهيم جلد : 1 صفحه : 341