responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس نویسنده : الفيروز آبادي، مجد الدين    جلد : 1  صفحه : 76
ثمَّ نزلت فِي عشر نفر من الْمُنَافِقين الَّذين ارْتَدُّوا عَن الْإِسْلَام وَرَجَعُوا من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة فَقَالَ {فَمَا لَكُمْ} يَا معشر الْمُؤمنِينَ صرتم {فِي الْمُنَافِقين} الَّذين ارْتَدُّوا عَن الْإِسْلَام {فِئَتَيْنِ} فرْقَتَيْن فرقة تحل أَمْوَالهم ودماءهم وَفرْقَة تحرم {وَالله أَرْكَسَهُمْ} ردهم إِلَى الشّرك {بِمَا كسبوا} بنفاقهم وخبث نياتهم {أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ} أَن ترشدوا إِلَى دين الله {مَنْ أَضَلَّ الله} عَن دينه {وَمَن يُضْلِلِ الله} عَن دينه {فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} دينا وَلَا حجَّة

ثمَّ اسْتثْنى فَقَالَ {إِلاَّ الَّذين يَصِلُونَ} يرجعُونَ يَعْنِي من الْعشْرَة {إِلَى قَوْمٍ} يَعْنِي قوم هِلَال بن عُوَيْمِر الْأَسْلَمِيّ {بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ} عهد وَصلح {أَو جاؤوكم} وَقد جاءوكم يَعْنِي قوم هِلَال {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} ضَاقَتْ قُلُوبهم من شدَّة النَّفَقَة بِسَبَب الْعَهْد {أَن يُقَاتِلُوكُمْ} لقبل الْعَهْد {أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ} لقبل الْقَرَابَة {وَلَوْ شَآءَ الله لَسَلَّطَهُمْ} يَعْنِي قوم هِلَال بن عُوَيْمِر {عَلَيْكُمْ} يَوْم فتح مَكَّة {فَلَقَاتَلُوكُمْ} مَعَ قَومهمْ {فَإِنِ اعتزلوكم} تركوكم {فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ} مَعَ قَومهمْ يَوْم فتح مَكَّة {وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السّلم} خضعوا لكم بِالصُّلْحِ وَالْوَفَاء {فَمَا جَعَلَ الله لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً} حجَّة بِالْقَتْلِ

{سَتَجِدُونَ آخَرِينَ} من غَيرهم من غير قوم هِلَال أَسد أَو غطفان {يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ} أَن يأمنوا مِنْكُم على أنفسهم وَأَمْوَالهمْ وأهاليهم بِلَا إِلَه إِلَّا الله {وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ} من قَومهمْ بالْكفْر {كُلَّ مَا ردوا إِلَى الْفِتْنَة} دعوا إِلَى الشّرك {أُرْكِسُواْ فِيِهَا} رجعُوا إِلَيْهِ {فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ} فَإِن لم يتركوكم يَوْم فتح مَكَّة {ويلقوا إِلَيْكُمُ السّلم}

{وَدُّواْ} تمنوا {لَوْ تَكْفُرُونَ} بِمُحَمد وَالْقُرْآن {كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ} مَعَهم {سَوَآءً} شرعا فِي دين الشّرك {فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ} فِي الدّين والعون والنصرة {حَتَّى يُهَاجِرُواْ} حَتَّى يُؤمنُوا مرّة أُخْرَى ويهاجروا {فِي سَبِيلِ الله} فِي طَاعَة الله {فَإِنْ تَوَلَّوْاْ} عَن الْإِيمَان وَالْهجْرَة {فَخُذُوهُمْ} فأسروهم {واقتلوهم حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} فِي الْحل وَالْحرَام {وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً} فِي الدّين والعون والنصرة {وَلاَ نَصِيراً} مَانِعا

{وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ} إِذا سلم عَلَيْكُم بِسَلام {فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ} فردوها بِأَفْضَل مِنْهَا فِي الزِّيَادَة على أهل دينكُمْ وملتكم {أَوْ رُدُّوهَآ} مثل مَا سلم عَلَيْكُم على غير أهل دينكُمْ {إِنَّ الله كَانَ على كُلِّ شَيْءٍ} من السَّلَام وَالرَّدّ {حَسِيباً} مجازياً وشهيداً نزلت فِي قوم بخلوا بِالسَّلَامِ

ثمَّ ذكر ثَوَاب من آمن وعقوبة من كفر يَعْنِي أَبَا بكر وَأَبا جهل فَقَالَ {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} يوحد أَو يصلح بَين اثْنَيْنِ {يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا} أجر من الْحَسَنَة {وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً} يُشْرك أَو ينم {يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا} وزر مِنْهَا من السَّيئَة {وَكَانَ الله على كُلِّ شَيْءٍ} من الْحَسَنَة والسيئة {مُّقِيتاً} مقتدراً مجازياً وَيُقَال على قوت كل شَيْء مقتدراً

مِنْهُم من الْمُؤمنِينَ يَعْنِي أَبَا بكر وَأَصْحَابه {لَعَلِمَهُ} يَعْنِي الْخَبَر الْحق {الَّذين يَسْتَنْبِطُونَهُ} يبتغونه أَي يطْلبُونَ الْخَبَر {مِنْهُمْ} من أبي بكر وَأَصْحَابه {وَلَوْلاَ فَضْلُ الله} منّ الله {عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} بالتوفيق والعصمة {لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَان} كلكُمْ {إِلاَّ قَلِيلاً} مِنْهُم لَا يفشون إِلَّا بِالْخَيرِ

ثمَّ أَمر نبيه بِالْجِهَادِ فِي سَبِيل الله إِلَى بدر الصُّغْرَى فَقَالَ {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ الله} فِي طَاعَة الله {لاَ تُكَلَّفُ} لَا تُؤمر بذلك {إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ} حضّض {الْمُؤمنِينَ} على الْخُرُوج مَعَك {عَسَى الله} وَعَسَى من الله وَاجِب {أَن يَكُفَّ} يمْنَع {بَأْسَ} قتال {الَّذين كَفَرُواْ} كفار مَكَّة {وَالله أَشَدُّ بَأْساً} عذَابا {وَأَشَدُّ تَنكِيلاً} عُقُوبَة

ثمَّ وحد نَفسه فَقَالَ {الله لَا إِلَه إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ} وَالله ليجمعنكم {إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة} ليَوْم الْقِيَامَة فِي الْبَعْث {لاَ رَيْبَ فِيهِ} لَا شكّ فِيهِ {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ الله حَدِيثا} قولا

نام کتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس نویسنده : الفيروز آبادي، مجد الدين    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست