responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس نویسنده : الفيروز آبادي، مجد الدين    جلد : 1  صفحه : 472
{ذَلِك} الَّذِي ذكرت من أَمر الْمُنَافِقين {بِأَنَّهُمْ آمَنُواّ} بالعلانية {ثُمَّ كَفَرُوا} وثبتوا على الْكفْر فِي السِّرّ {فَطُبِعَ} فختم {على قُلُوبِهِمْ} عُقُوبَة لكفرهم ونفاقهم {فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ} الْحق وَالْهدى

{سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ} على الْمُنَافِقين {أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} لَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ على مَا أَقَامُوا على ذَلِك {إِنَّ الله لاَ يَهْدِي} لَا يغْفر {الْقَوْم الْفَاسِقين} الْمُنَافِقين من كَانَ فِي علم الله أَنه يَمُوت على النِّفَاق

{انْفَضُّوا} تفَرقُوا وَخَرجُوا من الْمَسْجِد {إِلَيْهَا} غير ثَمَانِيَة رَهْط وَيُقَال غير اثْنَي عشر رجلا وَامْرَأَتَيْنِ لم يخرجُوا إِلَيْهَا {وَتَرَكُوكَ قَآئِماً} على الْمِنْبَر تخْطب {قُلْ} يَا مُحَمَّد لَهُم {مَا عِندَ الله} من الثَّوَاب {خَيْرٌ} لكم {مِّنَ اللَّهْو} من صَوت الطبل {وَمِنَ التِّجَارَة} تِجَارَة دحْيَة الْكَلْبِيّ يَقُول لَو ثبتمْ مَعَ نَبِيكُم حَتَّى صليتم الصَّلَاة ودعوتم ثمَّ خَرجْتُمْ لَكَانَ خيرا لكم بالثواب والكرامة عِنْد الله من الْخُرُوج {وَالله خَيْرُ الرازقين} أفضل المعطين أَي قل هَذِه الْمقَالة إِذا جَاءَك المُنَافِقُونَ
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا المُنَافِقُونَ وهى كلهَا مَدَنِيَّة غير قَوْله {لَئِن رَجعْنَا} إِلَى آخر الْآيَة فانها نزلت عَلَيْهِ فى طرق بني المصطلق آياتها إِحْدَى عشرَة وكلماتها مائَة وَثَمَانُونَ وحروفها سَبْعمِائة وَسِتَّة وَسَبْعُونَ حرفا
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}

{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ} يَا مُحَمَّد عبد الله بن أبي وصاحبيه {تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ} صور أجسامهم وَحسن منظرهم {وَإِن يَقُولُواْ} إِنَّا لنعلم أَنَّك لرَسُول الله {تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} تصدق قَوْلهم وتظن أَنهم صَادِقُونَ وَلَيْسوا بصادقين {كَأَنَّهُمْ} يَعْنِي كَأَن أجسامهم {خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ} إِلَى الْحَائِط يَقُول لَيْسَ فِي قُلُوبهم نور وَلَا خير كَمَا أَن الْخشب الْيَابِس لَيْسَ فِيهِ روح وَلَا رُطُوبَة {يَحْسَبُونَ كل صَيْحَة} كل صَوت فى الْمَدِينَة {عَلَيْهِمْ} من الْجُبْن {هُمُ الْعَدو فَاحْذَرْهُمْ} وَلَا تَأْمَنهُمْ {قَاتَلَهُمُ الله} لعنهم الله {أَنَّى يُؤْفَكُونَ} كَيفَ يكذبُون وَيُقَال كَيفَ يصرفون بِالْكَذِبِ

{اتَّخذُوا أَيْمَانَهُمْ} حلفهم بِاللَّه {جُنَّةً} من الْقَتْل {فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله} فصرفوا النَّاس عَن دين الله وطاعته فِي السِّرّ {إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} بئس مَا كَانُوا يصنعون فِي كفرهم ونفاقهم من الْمَكْر والخيانة وَصد النَّاس

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {إِذَا جَآءَكَ المُنَافِقُونَ} يَقُول إِذا جَاءَك مُنَافِقُو أهل الْمَدِينَة عبد الله بن أبي ومعتب بن قُشَيْر وجد بن قيس وَكَانُوا بني عَم {قَالُواْ نَشْهَدُ} نحلف بِاللَّه {إِنَّكَ} يَا مُحَمَّد {لَرَسُولُ الله} نعلم ذَلِك وضميرنا على ذَلِك {وَالله يَعْلَمُ} يشْهد {إِنَّكَ لَرَسُولُهُ} من غير شَهَادَة الْمُنَافِقين {وَالله يَشْهَدُ} يعلم {إِنَّ الْمُنَافِقين لَكَاذِبُونَ} فِي حلفهم لَا يعلمُونَ ذَلِك وَضمير قُلُوبهم على غير ذَلِك

{هُمُ الَّذين يَقُولُونَ} قَالَ هَذَا عبد الله بن أبي خَاصَّة لأَصْحَابه فِي غَزْوَة تَبُوك {لاَ تُنفِقُواْ على مَنْ عِندَ رَسُولِ الله} من ذَوي الْحَاجة والفقر {حَتَّى يَنفَضُّواْ} يتفرقوا من عِنْده ويلحقوا بعشائرهم

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} قَالَ لَهُم عَشَائِرهمْ بعد مَا افتضحوا {تَعَالَوْاْ} إِلَى رَسُول الله وتوبوا من الْكفْر والنفاق {يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ الله لووا رؤوسهم} عكفوا وعطفوا وغطوا رؤوسهم {وَرَأَيْتَهُمْ} يَا مُحَمَّد {يَصُدُّونَ} يصرفون عَن الاسْتِغْفَار وَالتَّوْبَة والإتيان إِلَيْك {وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ} متعظمون عَن التَّوْبَة وَالِاسْتِغْفَار

نام کتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس نویسنده : الفيروز آبادي، مجد الدين    جلد : 1  صفحه : 472
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست