responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس نویسنده : الفيروز آبادي، مجد الدين    جلد : 1  صفحه : 153
{وَأَذَانٌ مِّنَ الله} وَهَذَا إِعْلَام من الله {وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاس} للنَّاس {يَوْمَ الْحَج الْأَكْبَر} يَوْم النَّحْر {أَن الله بَرِيء مِّنَ الْمُشْركين} وَدينهمْ وَعَهْدهمْ الَّذِي نقضوا {وَرَسُولُهُ} أَيْضا بَرِيء من ذَلِك {فَإِن تُبْتُمْ} من الشّرك وآمنتم بِاللَّه وَبِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن {فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} من الشّرك {وَإِن تَوَلَّيْتُمْ} عَن الْإِيمَان وَالتَّوْبَة {فاعلموا} يَا معشر الْمُشْركين {أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي الله} غير فائتين من عَذَاب الله {وَبَشِّرِ الَّذين كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} يَعْنِي الْقَتْل بعد أَرْبَعَة أشهر

{بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ} فِي الْمِيرَاث {فِي كِتَابِ الله} فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ نسخ بِهَذِهِ الْآيَة الْآيَة الأولى {إِنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ} من قسْمَة الْمَوَارِيث وصلاحكم وَغَيرهَا {عَلِيمٌ} يعلم نقض عهود الْمُشْركين وَالله أعلم بأسرار كِتَابه
وَمن السُّورَة الَّتِي يذكر فِيهَا التوبه وَهِي كلهَا مَدَنِيَّة وَقد قيل إِلَّا الْآيَتَيْنِ آخرهَا فَإِنَّهُمَا مكيتان وكلماتها أَلفَانِ وَأَرْبَعمِائَة وَسبع وَسِتُّونَ وحروفها عشرَة آلَاف

{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْركين استجارك} استأمنك {فَأَجِرْهُ} فَأَمنهُ {حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ الله} قراءتك لكَلَام الله {ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} وَطنه حَيْثُمَا جَاءَ إِن لم يُؤمن {ذَلِك} الَّذِي ذكرت {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ} أَمر الله وتوحيده {كَيْفَ} على وَجه التَّعَجُّب

{إِلاَّ الَّذين عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْركين} يَعْنِي بني كنَانَة بعد عَام الْحُدَيْبِيَة {ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً} لم ينقضوا عَهدهم مِمَّن كَانَ لَهُم تِسْعَة أشهر {وَلَمْ يُظَاهِرُواْ} وَلم يعاونوا {عَلَيْكُمْ أَحَداً} من عَدوكُمْ {فَأتمُّوا إِلَيْهِمْ} لَهُم {عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ} إِلَى وَقت أَجلهم تِسْعَة أشهر {إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} عَن نقض الْعَهْد

{يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ الله وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذين عَاهَدْتُمْ عِندَ الْمَسْجِد الْحَرَام}

فَقَالَ لَهُم {فَسِيحُواْ فِي الأَرْض} فامضوا فِي الأَرْض من يَوْم النَّحْر {أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} آمِنين من الْقَتْل بالعهد {وَاعْلَمُوا} يَا معشر الْكفَّار {أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي الله} غير فائتين من عَذَاب الله بِالْقَتْلِ بعد أَرْبَعَة أشهر {وَأَنَّ الله مُخْزِي الْكَافرين} معذب الْكَافرين بعد أَرْبَعَة أشهر بِالْقَتْلِ

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {بَرَآءَةٌ} هَذِه بَرَاءَة {مِّنَ الله وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذين عَاهَدْتُمْ مِّنَ الْمُشْركين} ثمَّ نقضوا والبراءة هِيَ نقض الْعَهْد يَقُول من كَانَ بَينه وَبَين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عهد فقد نقضه مِنْهُم فَمنهمْ من كَانَ عَهده أَرْبَعَة أشهر وَمِنْهُم من كَانَ عَهده فَوق أَرْبَعَة أشهر وَمِنْهُم من كَانَ عَهده دون أَرْبَعَة أشهر وَمِنْهُم من كَانَ عَهده تِسْعَة أشهر وَمِنْهُم من لم يكن بَينه وَبَين رَسُول الله عهد فنقضوا كلهم إِلَّا من كَانَ عَهده تِسْعَة أشهر وهم بَنو كنَانَة فَمن كَانَ عَهده فَوق أَرْبَعَة أشهر وَدون أَرْبَعَة أشهر جعل عَهده أَرْبَعَة أشهر بعد النَّقْض من يَوْم النَّحْر وَمن كَانَ عَهده أَرْبَعَة أشهر جعل عَهده بعد النَّقْض أَرْبَعَة أشهر من يَوْم النَّحْر وَمن كَانَ عَهده تِسْعَة أشهر ترك على ذَلِك وَمن لم يكن لَهُ عهد جعل عَهده خمسين يَوْمًا من يَوْم النَّحْر إِلَى خُرُوج الْمحرم

{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهر الْحرم} فَإِذا خرج شهر الْمحرم من بعد يَوْم النَّحْر {فَاقْتُلُوا الْمُشْركين} من كَانَ عَهدهم خمسين يَوْمًا {حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} فِي الْحل وَالْحرم وَالْأَشْهر الْحرم {وَخُذُوهُمْ} اؤسروهم {واحصروهم} احبسوهم عَن الْمبيت {واقعدوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} على كل طَرِيق يذهبون ويجيئون فِيهِ للتِّجَارَة {فَإِن تَابُواْ} من الشّرك وآمنوا بِاللَّه {وَأَقَامُواْ الصَّلَاة} أقرُّوا بالصلوات الْخمس {وَآتَوُاْ الزَّكَاة} أقرُّوا بأَدَاء الزَّكَاة {فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ} إِلَى الْبَيْت {إِنَّ الله غَفُورٌ} متجاوز لمن تَابَ مِنْهُم {رَّحِيمٌ} لمن مَاتَ على التَّوْبَة

نام کتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس نویسنده : الفيروز آبادي، مجد الدين    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست