نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل جلد : 4 صفحه : 566
ربه ويقول رب كما ألفت بين هذه النار وهذا الثلج، تذيب «هذه [1] » النار هذا الثلج، ولا يطفئ هذا الثلج هذه النار. فكذلك ألف بين عبادك المؤمنين، فاختصه الله- تعالى- من بين الخلق من عظمه، فقال: «يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ» ثم انقطع الكلام، فقال: وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ من الخوف أربعين عاما، إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ بالكلام وَقالَ صَواباً- 38- يعني شهادة ألا إله إلا الله، فذلك الصواب ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ لأن العرب قالوا إن القيامة باطل، فذلك قوله: «الْيَوْمُ الْحَقُّ» فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً- 39- يعني منزلة يعني الأعمال الصالحة، ثم خوفهم أيضا العذاب فى الدنيا فقال: نَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً
يعني في الدنيا القتل ببدر، وهلاك الأمم الخالية، وإنما قال قريبا لأنها أقرب من الآخرة، ثم رجع إلى القول الأول حين قال: «يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا» فقال: وْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ
يعني الإنسان الخاطئ يرى عمله أسود مثل الجبل يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً
- 40- وذلك أن الله- عز وجل- «يجمع الوحوش والسباع [2] » يوم القيامة فيقتص لبعضهم من بعض حقوقهم، حتى ليأخذ للجماعة من القرناء بحقها ثم يقول لهم كونوا ترابا، فيتمنى للكافر «لو كان خنزيرا في الدنيا [3] » ثم صار «ترابا [4] » ، كما كانت الوحوش والسباع ثم صارت ترابا. [1] فى أ: «هذا» . [2] من ف، وفى أ: «الوحش من السباع» . [3] فى أ: «لو كان يومئذ ترابا فى الدنيا» ، وفى ف: «لو كان خنزيرا فى الدنيا» . [4] فى أ: «منزلها» ، وفى ف: «ترابا» .
نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل جلد : 4 صفحه : 566