نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل جلد : 4 صفحه : 282
فتبرءوا منهم عند الشدة وأسلموهم، فقال: كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ وذلك أنه كان «راهبا» [1] في بني إسرائيل «اسمه برصيصا» [2] وكان فى صومعته أربعين عاما، يعبد الله، ولا يكلم أحدا، ولا يشرف على أحد، وكان لا يكل من ذكر الله- عز وجل-، وكان الشيطان لا يقدر عليه مع ذكره لله- تعالى-، فقال الشيطان [191 أ] لإبليس: قد غلبني برصيصا، ولست أقدر عليه. فقال إبليس: اذهب، فانصب له ما نصبت لأبيه من قبل. وكانت جارية ثلاثة من بني إسرائيل عظيمة الشرف جميلة من أهل بيت صدق، ولها إخوة فجاء الشيطان إليها، فدخل في جوفها فخنقها حتى ازبدت، فالتمس إخوتها لها الأطباء، وضربوا لها ظهروا وبطنا ويمينا وشمالا، فأتاهم الشيطان في منامهم، فقال: عليكم ببرصيصا الراهب، فليدع لها فإنه مستجاب الدعاء، فلما أصبحوا قال بعضهم لبعض: انطلقوا بأختنا إلى برصيصا الراهب فليدع لها، فإنا نرجو البركة في دعائه، فانطلقوا بها إليه، فقالوا: يا برصيصا أشرف علينا، وكلمنا، فإنا بنو فلان، وإنما جئنا لباب حسنة، وأجر. فأشرف فكلمهم وكلموه، فلما رد عليها وجد الشيطان خللا فدخل في جوفه ووسوس إليه. فقال: يا برصيصا هذا باب حسنة وأجر، تدعو الله لها فيشفيها. فأمرهم أن يدخلوها الخربة وينطلقوا هم فأدخلوها الحربة ومضوا، وكان برصيصا لا يتهم في بني إسرائيل، فقال له الشيطان: يا برصيصا انزل فضع يدك على بطنها، وناصيتها، وادع لها فما زال به حتى أنزله من صومعته، فلما نزل خرج منه فدخل فى جوف الجارية [1] فى أ، ف: «راهب» ، والأنسب ما ذكرته. [2] فى أ: «وكان اسمه برصيصا» ، وفى ف: «اسمه برصيصا» .
نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل جلد : 4 صفحه : 282