responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي    جلد : 1  صفحه : 627
أي لتنازع الخلق ولاضطرب الكون. . فالإسلام دين وسط بين الإلحاد وتعدد الآلهة. . على أن هناك أناساً يسرفون في المادية ويهملون القيم الروحية. . وأناساً يهملون المادة ويؤمنون بالقيم الروحية وحدها.
واقع الحياة أن الماديين يفتنون الروحانيين لأن عندهم المال والقوة. . الإسلام جاء وسطا فيه المادة والروح. . وإياك أن تقول أن الروح أحسن من المادة أو المادة أحسن من الروح. . فالمادة وحدها والروح وحدها مسخرة وعابدة ومسبحة لله تعالى. . لكن حين تختلط المادة بالروح فإنه توجد النفس، والنفس هي التي لها اختيار تطيع أو تعصي. . تعبد أو تكفر والعياذ بالله.
الله سبحانه يريد من المؤمنين أن يعيشوا مادية الحياة بقيم السماء. . وهذه وسطية الإسلام، لم يأخذ الروح وحدها ولا المادة وحدها. . وإنما أوجد مادية الحياة محروسة بقيم السماء. . فحين يخبرنا الله سبحانه أنه سيجعلنا أمة وسطا تجمع خير الطرفين نعرف أن الدين جاء ليعصم البشر من أهواء البشر.
الله تبارك وتعالى يريدنا أن نبحث في ماديات الكون بما يخلق التقدم والرفاهية والقوة للبشرية. . فما هو مادي معملي لا يختلف البشر فيه. . لكن ما يدخل فيه أهواء البشر ستضع السماء لكم قانونه. . فإذا عشتم بالأهواء ستشقون.
. وإذا عشتم بنظريات السماء ستسعدون.
قد يتساءل البعض هل الشيوعية التي جاءت منذ أكثر من نصف قرن ارتقت بشعوبها أم لا؟ نقول انظروا إليها الآن لقد بنت ما ادعته من ارتقاءات على الكذب والزيف. . ثم تراجعت ثم انهارت تماما. . وكما انهارت الشيوعية ستنهار الرأسمالية لأنهما طرفان متناقضان إنما نحن أمة وسطا. . ولذلك أعطانا الله سبحانه خيري الدنيا والآخرة.
الحق سبحانه يقول: {لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى الناس} . . أي أن الحجة ستكون لكم في المستقبل. . وسيضطر العالم إلى الرجوع إلى ما يقننه دينكم. . والله تبارك وتعالى قال: {أُمَّةً وَسَطاً} ولم يقل الوسط بكسر الواو أي المنتصف حتى لا يقال إن هؤلاء الرأسماليين والشيوعيين سيتراجعون إلى الحق تماما. . ولكن بعضهم سيميل

نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي    جلد : 1  صفحه : 627
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست