نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي جلد : 1 صفحه : 528
صلى فله أجر وإذا زكى فله أجر، وإذا تصدق فله أجر، وإذا صام فله أجر، وإذا حج فله أجر، كل ما يفعله من منهج الله له أجر، وليس أجرا بقدر العمل، بل أضعاف العمل. . وإقرأ قوله تعالى: {مَّثَلُ الذين يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ والله يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ والله وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261]
وهكذا نعرف أن كل حركة في منهج الله ليس فقط لها أجر عند الله سبحانه وتعالى. . ولكنه أجر مضاعف أضعافا مضاعفة. . وهو أجر ليس بقدرات البشر ولكنه بقدرة الله سبحانه. . ولذلك فهو ليس مضاعفا فقط في عدد المرات ولكنه مضاعف في القدرة أيضا. . فكأن كل إنسان مؤمن لا أجر له في الآخرة. . وإذا أُعطى في الدنيا يُعطي عطاء المثل. . ولكن المؤمن وحده له عطاء الآخرة أضعافا مضاعفة. . وهو عطاء ليس زائلا كعطاء الدنيا ولكنه باق وخالد.
والخير الذي تفعله لن تدخره عندك أو عند من قد ينكره. . ويقول لا شيء لك عندي ولكن الله سيدخره لك. . فانظر إلى الإطمئنان والعمل في يد الله الأمينة، وفي مشيئته التي لا يغفل عنها شيء، وفي قدرته التي تضاعف أضعافا مضاعفة. . وتجده في الوقت الذي تكون في أحوج اللحظات إليه وهو وقت الحساب.
ثم يقول الحق تبارك وتعالى: {الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} . . أي لا تعتقد أن هناك شيئا يخفى على الله، أو أن أحدا يستطيع أن يخدع الله؛ فالله سبحانه وتعالى بصير بكل شيء. . ليس بالظاهر منك فقط. . ولكن بما تخفيه في نفسك ولا تطلع عليه أحدا من خلق الله، إنه يعلم كل شيء واقرأ قوله سبحانه وتعالى: {رَبَّنَآ إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يخفى عَلَى الله مِن شَيْءٍ فَي الأرض وَلاَ فِي السمآء} [إبراهيم: 38]
وهكذا نطمئن إلى أن الله بصير بكل شيء، وانظر إلى قوله جل جلاله: «تعملون» لتفهم أهمية العمل.
نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي جلد : 1 صفحه : 528