responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي    جلد : 1  صفحه : 383
وهكذا يمتلئ سطح البحر بالأسماك والحيتان يوم السبت. . فإذا جاء صباح الأحد اختفت بعيدا وهم يريدون أن يجعلوا السبت عيدا لهم لا يفعلون فيه أي شيء. . ولكنهم في الوقت نفسه يريدون أن يحصلوا على هذه الأسماك والحيتان. . صنعوا شيئا اسمه الحياض العميقة ليحتالوا بها على أمر الله بعدم العمل في هذا اليوم. . وفي الوقت نفسه يحصلون على الأسماك. . هذه الحياض يدخلها السمك بسهولة. . ولأنها عميقة لا يستطيع الخروج منها ويتركونه يبيت الليل وفي الصباح يصطادونه. . وكان هذا تحايلا منهم على مخالفة أمر الله. . والله سبحانه وتعالى لا يحب من يحتال في شيء من أوامره.
ويقول الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الذين اعتدوا مِنْكُمْ فِي السبت فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} . . وهذه قصة مشهورة عند اليهود ومتواترة. . يعلمها الأجداد للآباء والأباء للأحفاد. . وهي ليست جديدة عليهم وإن كان المخاطبون هم اليهود المعاصرين لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. . ولذلك عندما سمع: {ولقد علمتم} أي لقد عرفتم ومعنى ذلك أن القصة عندكم معروفة. . وكأنها من قصص التراث التي يتناقلونها. .
وقوله تعالى: {الذين اعتدوا مِنْكُمْ فِي السبت} . . المفعول هنا واحد هنا حيلة مذكورة أنهم اعتدوا على أمر الله بالراحة يوم السبت. . هم حقيقة لم يصطادوا يوم السبت. . ولكنهم تحايلوا على الممنوع بنصب الفخاخ للحيتان والأسماك. . وكانوا في ذلك أغبياء. . وقد كان الممنوع أن يأخذوا السمك في حيازتهم بالصيد يوم السبت. . ولكنهم أخذوه في حيازتهم بالحيلة والفخاخ. . وقوله تعالى: «اعتدوا» أي تجاوزوا حدود الله المرسومة لهم. . وعادة حين يحرم الله شيئا يأتي بعد التحريم قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ الله فَلاَ تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187]
لأنه يريد أن يمنعك من الإغراء. . حتى لا تقع في المعصية فيقول لك لا تقترب. . ولكن بني إسرائيل اعتدوا على حكم الله متظاهرين بالطاعة وهم عاصون. . وحسبوا أنهم يستطيعون خداع الله بأنهم طائعون مع أنهم

نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي    جلد : 1  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست