الْمُنَافِقين فِي الْآيَة الأولى ذكر صفة الْمُؤمنِينَ الْمُحَقِّقين فِي هَذِه الْآيَة الْكَوْن الرَّغْبَة إِلَيْهِ.
قَوْله تَعَالَى: {إِن الله يعلم غيب السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالله بَصِير بِمَا تَعْمَلُونَ} قد ذكرنَا من قبل. وروى عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر أَن النَّبِي خطب يَوْم فتح مَكَّة وَقَالَ: " أَيهَا النَّاس، إِن الله أذهب عَنْكُم عبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة وَتَعَاظُمهَا بِالْآبَاءِ؛ فَالنَّاس رجلَانِ: بر تَقِيّ كريم على الله، وَفَاجِر شقي هَين على الله، وَالنَّاس بَنو آدم، وآدَم من
قَوْله تَعَالَى: {يمنون عَلَيْك أَن أَسْلمُوا} قَالَ سعيد بن جُبَير وَغَيره: نزلت الْآيَة فِي أَعْرَاب من بني أَسد كَانُوا يَقُولُونَ: يَا رَسُول الله، إِنَّا آمنا بك، وَلم نقاتلك كَمَا قَاتلك بَنو فلَان وَبَنُو فلَان، فَأنْزل الله تَعَالَى هَذِه الْآيَة، وَكَانُوا يَقُولُونَ ذَلِك منا عَلَيْهِ، وَفِي رِوَايَة أُخْرَى: أَن أعرابا قدمُوا الْمَدِينَة وهم (جمع) كثير، فأغلوا الأسعار وتحبسوا الطّرق، فَكَانُوا يَقُولُونَ: يَا رَسُول الله، إِنَّا قد آمنا بك فَأَعْطِنَا كَذَا كَذَا، فَأنْزل الله تَعَالَى هَذِه الْآيَة.
وَقَوله: {قل لَا تمنوا عَليّ إسلامكم بل الله يمن عَلَيْكُم أَن هدَاكُمْ للْإيمَان} أَي: هُوَ الَّذِي أنعم عَلَيْكُم بإخراجكم من الْكفْر إِلَى الْإِيمَان.
وَقَوله: {إِن كُنْتُم صَادِقين} مَعْنَاهُ: وَاعْلَمُوا أَن الْمِنَّة لله عَلَيْكُم إِن كُنْتُم صَادِقين أَنكُمْ آمنتم بِاللَّه.