قَوْله تَعَالَى: {قَالَ أَنا خير مِنْهُ خلقتني من نَار وخلقته من طين} وَإِنَّمَا قَالَ إِبْلِيس هَذَا لِأَنَّهُ [ظن] أَن الدُّنْيَا فضلا على الطين، وَلم يكن على مَا ظن، بل الْفضل لمن أعطَاهُ الله الْفضل.
قَوْله تَعَالَى: {قَالَ يَا إِبْلِيس مَا مَنعك أَن تسْجد لما خلقت بيَدي} قد بَينا.
وَقَوله: {أستكبرت} أَي: تعظمت، وَقَوله: {أم كنت من العالين} أَي: من الْقَوْم المتكبرين، قَالَ ابْن عَبَّاس: كَانَ إِبْلِيس من أَشْرَاف الْمَلَائِكَة، وَكَانَ خَازِن الْجنان، وَأمين السَّمَاء الدُّنْيَا، فَأَعْجَبتهُ نَفسه، وَرَأى أَن لَهُ فضلا على غَيره، فَلَمَّا أمره الله تَعَالَى بِالسُّجُود لآدَم امْتنع لذَلِك الَّذِي كَانَ فِي نَفسه.
قَوْله تَعَالَى: {إِذْ قَالَ رَبك للْمَلَائكَة إِنِّي خَالق بشرا من طين} يَعْنِي: آدم صلوَات الله عَلَيْهِ