responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني، أبو المظفر    جلد : 4  صفحه : 419
لقَوْله: {إِلَّا عباد الله المخلصين} بقوله: {سُبْحَانَ الله عَمَّا يصفونَ} وَكَيف يَصح الِاسْتِثْنَاء فِي هَذَا الْبَاب، وَكلمَة إِلَّا للاستثناء؟
وَالْجَوَاب عَنهُ: أَن فِي الْآيَة تَقْدِيمًا وتأخيرا، فَكَأَن الله تَعَالَى قَالَ: وَلَقَد علمت الْجنَّة إِنَّهُم لمحضرون الْعَذَاب إِلَّا عباد الله المخلصين فَإِنَّهُم لَا يحْضرُون، ثمَّ قَالَ سُبْحَانَ الله عَمَّا يصفونَ؛ فَهَذَا هُوَ التَّقْدِير فِي الْآيَة.

قَوْله تَعَالَى: {وَمَا منا إِلَّا لَهُ مقَام مَعْلُوم} هَذَا خبر عَن الْمَلَائِكَة، وَمَعْنَاهُ: وَمَا منا

وَقَالَ بَعضهم: لَا يضلون إِلَّا من كتب الله أَنه يدْخل الْجَحِيم، وَقيل: إِلَّا من أشقاه الله؛ فَهَذَا معنى قَوْله: {إِلَّا من هُوَ صال الْجَحِيم}

قَوْله: {فَإِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ} أَي: من الْأَصْنَام،

قَوْله تَعَالَى: {سُبْحَانَ الله عَمَّا يصفونَ} نزه نَفسه عَمَّا وصفوه بِهِ من هَذَا القَوْل الشنيع.
وَقَوله: {إِلَّا عباد الله المخلصين} قد ذكرنَا من قبل، فَإِن قيل: أَي: اتِّصَال

{وَلَقَد علمت الْجنَّة إِنَّهُم لمحضرون (158) سُبْحَانَ الله عَمَّا يصفونَ (159) إِلَّا عباد الله المخلصين (160) فَإِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ (161) مَا أَنْتُم عَلَيْهِ بفاتنين (162) إِلَّا من هُوَ صال الْجَحِيم (163) وَمَا منا إِلَّا لَهُ مقَام مَعْلُوم (164) وَإِنَّا لنَحْنُ الصافون (165) وَإِنَّا لنَحْنُ}
وَقَوله: {وَلَقَد علمت الْجنَّة إِنَّهُم لمحضرون} أَي: محضرون الْحساب، وَقيل: محضرون الْعَذَاب،

وَقَوله: {مَا أَنْتُم عَلَيْهِ بفاتنين} أَي: مَا أَنْتُم على الله بمضلين إِلَّا من أضلّهُ الله، قَالَ ابْن عَبَّاس: لَا يضلون إِلَّا من كتب الله لَهُ الضلال، وروى هَذَا القَوْل عَن الْحسن الْبَصْرِيّ وَمُحَمّد بن كَعْب الْقرظِيّ وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَالضَّحَّاك وَغَيرهم.
قَالَ الشَّاعِر:
(فَرد بنعمته كَيده ... عَلَيْهِ وَكَانَ لنا فاتنا)
أَي: مضلا.

نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني، أبو المظفر    جلد : 4  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست