responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني، أبو المظفر    جلد : 4  صفحه : 128
{عدوه فاستغاثه الَّذِي من شيعته على الَّذِي من عدوه فوكزه مُوسَى فَقضى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا من عمل الشَّيْطَان إِنَّه عَدو مضل مُبين (15) قَالَ رب إِنِّي ظلمت نَفسِي فَاغْفِر لي فغفر لَهُ إِنَّه هُوَ الغفور الرَّحِيم (16) قَالَ رب بِمَا أَنْعَمت عَليّ فَلَنْ أكون ظهيرا للمجرمين} عدوه، وَكَانَت بَنو إِسْرَائِيل قد عزوا بمَكَان مُوسَى؛ لأَنهم كَانُوا يعلمُونَ أَنه مِنْهُم، وَيُقَال: {هَذَا من شيعته وَهَذَا من عدوه} أَي: هَذَا مُؤمن وَهَذَا كَافِر.
وَقَوله: {فاستغاثه الَّذِي من شيعته} الاستغاثة: طلب المعونة، وَقَوله: {فوكزه مُوسَى} قَرَأَ (ابْن مَسْعُود) : " فلكزه مُوسَى " واللكز والوكز (وَاحِد، وَهُوَ الضَّرْب بِجمع الْكَفّ، وَقيل الوكز هُوَ الضَّرْب فِي الصَّدْر، واللكز) هُوَ الضَّرْب فِي الظّهْر. وَفِي بعض التفاسير: (أَن مُوسَى) عقد ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ وضربه ضَرْبَة بِهِ فِي صَدره، وَكَانَ شَدِيد الْبَطْش، فَقتل الرجل، فَهُوَ معنى قَوْله: {فَقضى عَلَيْهِ} أَي: قَتله، يُقَال: قضى فلَان أَي: مَاتَ. فَإِن قيل: كَيفَ يجوز هَذَا على مُوسَى؟ قُلْنَا: وَهُوَ لم يقْصد الْقَتْل، وَإِنَّمَا وَقع الْقَتْل خطأ، وَكَانَ قَصده استنقاذ الإسرائيلي من ظلمه.
وَقَوله: {قَالَ هَذَا من عمل الشَّيْطَان} أَي: من تزيينه، وَقَوله: {إِنَّه عَدو مضل مُبين} أَي: مضل بَين الضَّلَالَة،

قَوْله تَعَالَى: {قَالَ رب إِنِّي ظلمت نَفسِي} يَعْنِي: بقتل القبطي من غير أمره {فَاغْفِر لي} أَي: فَاغْفِر لي بِمَا عملت.
وَقَوله: {فغفر لَهُ إِنَّه هُوَ الغفور الرَّحِيم} أَي: غفر الله لَهُ، إِن الله غَفُور رَحِيم.

قَوْله تَعَالَى: {قَالَ رب بِمَا أَنْعَمت عَليّ} مننت عَليّ بالمغفرة.
وَقَوله: {فَلَنْ أكون ظهيرا للمجرمين} أَي: معاونا للمجرمين، وَفِي بعض التفاسير: أَن قَوْله: {فَلَنْ أكون ظهيرا للمجرمين} كَانَت زلَّة من مُوسَى حِين لم يقرن بِهِ مَشِيئَة الله أَو الاستغاثة من الله، وقلما يَقُول الْإِنْسَان هَذَا القَوْل، وَيُطلق هَذَا الْإِطْلَاق إِلَّا ابتلى، فَابْتلى مُوسَى فِي الْيَوْم الثَّانِي مَا ذكره الله تَعَالَى، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى:

نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني، أبو المظفر    جلد : 4  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست