responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني، أبو المظفر    جلد : 1  صفحه : 311
وَقَوله تَعَالَى: {إِن الله أصطفى آدم ونوحا} الاصطفاء: الِاخْتِيَار. والصفوة: الْخيرَة: وَلم اخْتَار آدم؟ اخْتلفُوا؛ فَمنهمْ من قَالَ: اخْتَارَهُ للدّين، وَمِنْهُم من قَالَ: اخْتَارَهُ للنبوة. فَإِن قَالَ قَائِل: إِلَى من كَانَ مَبْعُوثًا؟ قيل: الْمَلَائِكَة؛ حَتَّى علمهمْ الْأَسْمَاء، وَإِلَى أَوْلَاده. قَالَ: وَآل إِبْرَاهِيم: هم إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب.
وَآل عمرَان: مُوسَى وَهَارُون، وَآل عمرَان من آل إِبْرَاهِيم، وَقيل: أَرَادَ بِهِ عِيسَى؛ لِأَنَّهُ ابْن مَرْيَم بنت عمرَان {على الْعَالمين} على عالمي أهل زمانهم.

قَوْله تَعَالَى: {ذُرِّيَّة بَعْضهَا من بعض} قيل: هُوَ مُشْتَقّ من ذَرأ بِمَعْنى: خلق، وَقيل: هُوَ من الذَّر، لِأَنَّهُ خلقهمْ؛ واستخرجهم من صلب آدم كالذر، وَالْأَبْنَاء يسمون ذُرِّيَّة، وَكَذَلِكَ الأباء، قَالَ الله تَعَالَى {وَآيَة لَهُم أَنا حملنَا ذُرِّيتهمْ فِي

{وَالله غَفُور رَحِيم (31) قل أطِيعُوا الله وَالرَّسُول فَإِن توَلّوا فَإِن الله لَا يحب الْكَافرين (32) إِن الله أصطفى آدم ونوحا وَآل إِبْرَاهِيم وَآل عمرَان على الْعَالمين (33) }
وَالله غَفُور رَحِيم) ".
وَاعْلَم أَن محبَّة الله العَبْد، ومحبة العَبْد الله لَا يكون بلذة شَهْوَة، وَلَكِن محبَّة العَبْد فِي حق الله: هُوَ إتْيَان طَاعَته، وابتغاء مرضاته، وَاتِّبَاع أمره، ومحبة الله فِي حق العَبْد: هُوَ الْعَفو عَنهُ، وَالْمَغْفِرَة، وَالثنَاء الْحسن، وأكده

قَوْله تَعَالَى: {قل أطِيعُوا الله وَالرَّسُول} ؛ بَين أَن محبته فِي طَاعَته وَطَاعَة رَسُوله.
{فَإِن توَلّوا فَإِن الله لَا يحب الْكَافرين} ، فَإِن قَالَ قَائِل: لم كرر اسْم الله مرَارًا، وَكَانَ يَكْفِيهِ: أَن يَقُول فَإِنَّهُ لَا يحب الْكَافرين؟ قيل: هُوَ على عَادَة الْعَرَب؛ فَإِن من عَادَتهم أَنهم إِذا عظموا شَيْئا كرروا ذكره، وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ فِي مثل ذَلِك:
(لَا أرى الْمَوْت سبق الْمَوْت شَيْء ... نغص الْمَوْت زلته الْغَنِيّ وَالْفَقِير)

نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني، أبو المظفر    جلد : 1  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست