نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : التستري، سهل جلد : 1 صفحه : 20
قال سهل: روي عن ابن مسعود [1] رضي الله تعالى عنه أنه قال: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبصيامه إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يتكلمون، فينبغي أن يكون حامل القرآن باكيا حزينا حكيما عالما، لا جافيا ولا غائلا [2] ، يعني أن لا يكون كذابا. قال سهل: أخبرني محمد بن سوار [3] أنه حج سنة من السنين فرأى أيوب السّختياني [4] قد ابتدأ بأول القرآن مصليا، وإذا بناحية منه رجل من أهل البصرة مستقبل الكعبة قد ابتدأ بسورة: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [المطففين: [1]] وهو يردد قوله تعالى: أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ [المطففين: [4]] قال: فبلغ أيوب السختياني إلى ثلثي القرآن وذلك الرجل يردد هذه الآية، فلما كان عند السحر بلغ أيوب «الفيل» ، وانتهى الرجل إلى قوله: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ [المطففين: [6]] وغشي عليه، فتقدمنا إلى الرجل فوجدناه ميتا.
وقد اختلف الناس في طلب فهم القرآن، فقوم طلبوا فهم القرآن بتكرار درسه ليستخرجوا فهم ظاهر أحكامه، فمنهم مقلّ ومنهم مكثر عالم عامل لله تعالى بمنازل الجنة، وعامل لله تعالى إيجابا، وعالم به لا عامل له، وقوم طلبوه لحفظ التلاوة والتعليم لغيره، منهم سليم في فعله، ومنهم مغتر بربه، ورجل كثير الدرس له ومراده تعلم طلب الألحان، ويريد أن يشار إليه، ويكسب من حطام الدنيا، فهو من أخسر الثلاثة عند الله تعالى. قال سهل: وأخبرني محمد بن سوار عن عمرو بن مرداس [5] عن أبي هريرة [6] رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [1] عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي ( ... - 32 هـ) : صحابي، من أكابرهم فضلا وعقلا، من السابقين إلى الإسلام. كان خادم رسول الله الأمين وصاحب سره. ولي بيت مال الكوفة. (الإصابة ت 4955 والحلية 1/ 124) . [2] شعب الإيمان 2/ 290 (رقم 1807) وكتاب الزهد لابن أبي عاصم ص 162 ونسب هذا القول إلى سفيان الثوري في المدخل إلى السنن الكبرى ص 339 (رقم 557) . [3] محمد بن سوار: يقال إنه كان خال سهل بن عبد الله التستري. روي عن ابن عيينة، وعنه سهل. (تهذيب التهذيب 9/ 186) . [4] أيوب السختياني: أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري، أبو بكر (66- 131 هـ) : سيد فقهاء عصره. تابعي، من النساك الزهاد، من حفاظ الحديث. كان ثبتا ثقة. (الحلية 3/ 3) . [5] عمرو بن مرداس: من رواة الحديث عن بلال وأبي هريرة. (الإصابة ت 6515) . [6] أبو هريرة: عبد الرحمن بن صخر الدوسي (20 ق هـ- 59 هـ) : صحابي، كان أكثر الصحابة حفظا للحديث ورواية له. لزم صحبة النبي صلى الله عليه وسلّم. ولي إمرة المدينة مدة، ثم البحرين. (الإصابة، الكنى ت 1179 والحلية 1/ 376) .
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : التستري، سهل جلد : 1 صفحه : 20