responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير - ط العلمية نویسنده : ابن كثير    جلد : 5  صفحه : 372
الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ [1] ، أَيْ أَنْ تَكُونَ الْهَدْيَةُ أَوِ الْأُضْحِيَّةُ سَمِينَةً حَسَنَةً ثَمِينَةً، كَمَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَهْدَى عُمَرُ نُجَيْبًا فَأُعْطِيَ بِهَا ثَلَاثَمِائَةِ دِينَارٍ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَهْدَيْتُ نُجَيْبًا فَأُعْطِيتُ بِهَا ثَلَاثَمِائَةِ دِينَارٍ، أَفَأَبِيعُهَا وَأَشْتَرِي بِثَمَنِهَا بُدْنًا؟
قَالَ: لَا «انحَرْهَا إِيَّاهَا» [2] وَقَالَ الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ الْبُدْنُ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُوسَى: الْوُقُوفُ ومزدلفة والجمار والرمي والحلق والبدن مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:
أَعْظَمُ الشعائر البيت.
وقوله: لَكُمْ فِيها مَنافِعُ أَيْ لَكُمْ فِي الْبُدْنِ مَنَافِعُ مِنْ لَبَنِهَا وَصُوفِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا وَرُكُوبِهَا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى. قَالَ مِقْسَمٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قال: ما لم تسم بُدْنًا. وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ: لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالَ: الرُّكُوبُ وَاللَّبَنُ وَالْوَلَدُ، فَإِذَا سُمِّيَتْ بَدَنَةً أَوْ هَدْيًا ذَهَبَ ذَلِكَ كُلُّهُ، وَكَذَا قَالَ عَطَاءٌ وَالضَّحَّاكُ وَقَتَادَةُ وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ وَغَيْرُهُمْ. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ لَهُ أَنْ يَنْتَفِعَ بِهَا وَإِنْ كَانَتْ هَدْيًا إِذَا احْتَاجَ إِلَى ذَلِكَ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً قَالَ «ارْكَبْهَا» قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ. قَالَ «ارْكَبْهَا وَيْحَكَ» [3] فِي الثَّانيَةِ أَوِ الثَّالِثَةِ. وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «ارْكَبْهَا بِالْمَعْرُوفِ إِذَا ألجئت إليها» [4] وقال شعبة عن زهير عن أَبِي ثَابِتٍ الْأَعْمَى عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَذْفٍ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً وَمَعَهَا وَلَدُهَا فَقَالَ: لَا تَشْرَبْ مِنْ لَبَنِهَا إِلَّا مَا فَضُلَ عَنْ وَلَدِهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ فَاذْبَحْهَا وَوَلَدَهَا.
وَقَوْلُهُ: ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ أَيْ مَحِلُّ الْهَدْيِ وَانتِهَاؤُهُ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ، وَهُوَ الْكَعْبَةُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ [الْمَائِدَةِ: 85] وَقَالَ: وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ
[الْفَتْحِ: 25] وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى مَعْنَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ قَرِيبًا، وَلِلَّهِ الحمد. وقال ابن جريج عن عطاء قال: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كُلُّ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ.

[1] أخرجه أبو داود في الأضاحي باب 6، والترمذي في الأضاحي باب 6، 9، والنسائي في الضحايا باب 8، 9، 11، وابن ماجة في الأضاحي باب 8، وأحمد في المسند 1/ 95، 105، 108، 125، 128، 132، 149، 152.
[2] أخرجه أبو داود في المناسك باب 15، وأحمد في المسند 2/ 145.
[3] أخرجه البخاري في الحج باب 112، ومسلم في الحج حديث 371.
[4] أخرجه مسلم في الحج حديث 373.
نام کتاب : تفسير ابن كثير - ط العلمية نویسنده : ابن كثير    جلد : 5  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست