responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير - ط العلمية نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 380
إِبْرَاهِيمَ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلُونَهُ أَنْ يَشْفَعَ لَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ فَيَقُولُ تَعْلَمُونَ مِنْ أَحَدٍ اتَّخَذَهُ اللَّهُ خَلِيلًا هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَحَدًا أَحْرَقَهُ قَوْمُهُ بِالنَّارِ فِي اللَّهِ غَيْرِي؟ فَيَقُولُونَ لَا فَيَقُولُ مَا عَلِمْتُ كُنْهَهُ مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَشْفَعَ لَكُمْ وَلَكِنِ ائْتُوا ابْنِي مُوسَى فَيَأْتُونَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ.
فَيَقُولُ هَلْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَحَدٍ كَلَّمَهُ اللَّهُ تَكْلِيمًا وَقَرَبَّهُ نَجِيًّا غَيْرِي فَيَقُولُونَ لَا فَيَقُولُ مَا عَلِمْتُ كُنْهَهُ مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَشْفَعَ لَكُمْ وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى فَيَأْتُونَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَقُولُونَ لَهُ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْلَمُونَ أَحَدًا خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ غَيْرِ أب فَيَقُولُونَ لَا فَيَقُولُ هَلْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَحَدٍ كَانَ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ غَيْرِي؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ لَا، فَيَقُولُ: أَنَا حَجِيجُ نَفْسِي مَا عَلِمْتُ كُنْهَهُ مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَشْفَعَ لَكُمْ وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى الله عليه وسلّم فيأتوني فَأَضْرِبُ بِيَدِي عَلَى صَدْرِي.
ثُمَّ أَقُولُ أَنَا لَهَا ثُمَّ أَمْشِي حَتَّى أَقِفَ بَيْنَ يَدَيِ الْعَرْشِ فَآتِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَيَفْتَحُ لِي مِنَ الثَّنَاءِ مَا لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ بِمِثْلِهِ قَطُّ ثُمَّ أَسْجُدُ فَيُقَالُ لِي يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رأسي ثم أثني على ربي عز وجل ثم أخر ساجدا فيقال لي ارْفَعْ رَأْسَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ رَبِّي أُمَّتِي فَيَقُولُ هُمْ لَكَ فَلَا يَبْقَى نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ إِلَّا غَبَطَنِي بِذَلِكَ الْمَقَامِ وَهُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ فَآتِي بِهِمُ الْجَنَّةَ فَأَسْتَفْتِحُ فَيُفْتَحُ لِي وَلَهُمْ فَيُذْهَبُ بِهِمْ إِلَى نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ نَهْرُ الْحَيَوَانِ حَافَّتَاهُ قَصَبٌ مُكَلَّلٌ بِاللُّؤْلُؤِ تُرَابُهُ الْمِسْكُ وَحَصْبَاؤُهُ الْيَاقُوتُ فَيَغْتَسِلُونَ مِنْهُ فَتَعُودُ إِلَيْهِمْ أَلْوَانُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَرِيحُ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَصِيرُونَ كَأَنَّهُمُ الْكَوَاكِبُ الدُّرِّيَّةُ وَيَبْقَى فِي صُدُورِهِمْ شَامَاتٌ بِيضٌ يعرفون بها يقال مساكين أهل الجنة [1] .

[سورة الأعراف (7) : الآيات 50 الى 51]
وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (51)
يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ ذِلَّةِ أَهْلِ النَّارِ وَسُؤَالِهِمْ أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ شَرَابِهِمْ وَطَعَامِهِمْ وَأَنَّهُمْ لَا يُجَابُونَ إِلَى ذَلِكَ قَالَ السُّدِّيُّ وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ يَعْنِي الطَّعَامَ [2] وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: يَسْتَطْعِمُونَهُمْ وَيَسْتَسْقُونَهُمْ [3] ، وَقَالَ الثَّوْرِيُّ عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ، يُنَادِي الرَّجُلُ أباه أو أخاه فيقول له قد احترقت فأفض عَلَيَّ مِنَ الْمَاءِ فَيُقَالُ لَهُمْ أَجِيبُوهُمْ فَيَقُولُونَ

[1] انظر تفسير الطبري 5/ 507، 508.
[2] انظر تفسير الطبري 5/ 509.
[3] تفسير الطبري 5/ 509.
نام کتاب : تفسير ابن كثير - ط العلمية نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست