responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تسبيح الله ذاته العلية في آيات كتابه السنية نویسنده : عماد بن زهير حافظ    جلد : 1  صفحه : 68
ولطيفة بلاغية:
يُلاحظ أنّ متعلّق (سبحانه) محذوف ههنا؛ وذلك لدلالة الكلام عليه، وفيه من الإيجاز ما لا يخفى. وقد أظهر في غيرها لما يقتضيه السياق مثل قوله تعالى في آية سورة النساء: {سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ... } الآية[1].
مطلب: في بيان ما بعد التسبيح وصلته:
بعد أن نزه الله ذاته العليّة عن اتخاذ الولد شرع في الردّ عليهم بأربع حجج يتبع بعضها بعضاً، وابتدأه بحرف (بل) الدالّ على الإضراب عن مقالتهم الشنيعة تمهيداً لإبطالها والردّ عليها وعلى ما تقتضيه من التشبيه بالمخلوقات المحدثة في تناسلها وحاجتها إلى الولد، وفي سرعة فنائها اللازم لتلك الحاجة[2].
- أمّا الحجة الأولى فهي في قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} ؛ ذلك أنّ الله تعالى بيّن - ههنا- أنّ جميع ما في السموات والأرض مملوك له؛ ومن جملتهم من ادّعوا أنّه ولد لله، والولادة تنافي الملكية لأنّ الوالد لايملك ولده[3].

[1] انظر: التفسير الكبير للفخر الرازي ج4 ص23؛ روح المعاني للآلوسي ج1 ص368. والآية في سورة النساء رقم (171) وهي قوله تعالى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً} .
[2] انظر: روح المعاني للآلوسي ج1 ص368_369؛ التحرير والتنوير لابن عاشور ج1 ص685.
[3] انظر: البحر المحيط لأبي حيان ج1 ص363.
نام کتاب : تسبيح الله ذاته العلية في آيات كتابه السنية نویسنده : عماد بن زهير حافظ    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست