responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير نویسنده : الخطيب الشربيني    جلد : 1  صفحه : 373
والباقون بضمها {ثم إنّ كثيراً منهم بعد ذلك} أي: بعدما كتبنا عليهم هذا التشديد العظيم وأرسلنا إليهم الرسل بالآيات الواضحة تأكيداً للأمر وتجديداً للعهد {في الأرض لمسرفون} أي: مجاوزون الحدّ بالكفر والقتل وغير ذلك ولا يبالون به وبهذا اتصلت القصة بما قبلها.
ونزل في العرنيين «لما قدموا المدينة وهم مرضى أتوا النبيّ صلى الله عليه وسلم وبايعوه على الإسلام وهم كذبة فبعثهم النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى إبل الصدقة ليشربوا من ألبانها وأبوالها فلما صحوا قتلوا الراعي واستاقوا الإبل» .
{إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله} أي: يحاربون أولياءهما وهم المسلمون جعل محاربتهم محاربتهما تعظيماً {ويسعون في الأرض فساداً} أي: بقطع الطريق {أن يقتلوا} أي: إن قتلوا {أو يصلبوا} أي: مع ذلك إن قتلوا وأخذوا المال أي: والصلب ثلاثاً بعد القتل {أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف} أي: أيديهم اليمنى وأرجلهم اليسرى إن اقتصروا على أخذ المال {أو ينفوا من الأرض} أي: إن أرعبوا ولم يأخذوا شيئاً أي: ينفوا من بلد إلى بلد إن رأى الإمام ذلك وإن رأى حبسهم فله ذلك ولو في بلدهم، هكذا فسر الآية ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فحمل كلمة أو على التنويع لا التخيير كما في قوله تعالى: {وقالوا كونوا هوداً أو نصارى} (البقرة، 135) أي: قالت اليهود: كونوا هوداً وقالت النصارى: كونوا نصارى إذ لم يخيّر أحد منهم بين اليهودية والنصرانية {ذلك} أي: الجزاء العظيم {لهم خزي} أي: ذل وإهانة {في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم} هو عذاب النار واحتج أكثر أهل العلم على أنّ هذه الآية نزلت في قطاع الطريق بقوله تعالى:
{إلا الذين تابوا} أي: رجعوا عما كانوا عليه من المحاربة خوفاً من الله تعالى {من قبل أن تقدروا عليهم} أي: فإنّ حقوقه تعالى تسقط عنهم كالقطع والصلب وتحتم القتل ويبقى القصاص والمال لأنه حق آدمي لا يسقط بالتوبة {فاعلموا أنّ الله غفور} لهم ما أتوه {رحيم} بهم، ولو كانت نزلت في الكفار لكانت توبتهم بالإسلام وهو رافع للعقوبة قبل القدرة وبعدها.

{يأيها الذين آمنوا اتقوا الله} أي: خافوا عقابه بأن تطيعوه {وابتغوا إليه الوسيلة} أي: اطلبوا ما تتوسلون به إلى ثوابه، والزلفى منه من فعل الطاعات وترك المعاصي من وسل إلى كذا إذا تقرّب إليه قال لبيد:
*أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم ... ألا كلّ ذي لب إلى الله وَاسِلَ*
وفي الحديث «الوسيلة منزلة في الجنة» {وجاهدوا في سبيله} بمحاربه أعدائه لتكون كلمة الله هي العليا {لعلكم تفلحون} بالوصول إلى الله عز وجل والفوز بكرامته.
{إنّ الذين كفروا لو} ثبت {أنّ لهم ما في الأرض} من صنوف الأموال وأكده بقوله: {جميعاً ومثله معه ليفتدوا به} أي: ليجعلوه فدية لأنفسهم {من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم} أي: لأنّ المدفوع إليه ذلك تامّ القدرة وله الغنى المطلق {ولهم} بعد ذلك {عذاب أليم} أي: مؤلم.

{يريدون أن يخرجوا} أي: أن يكون لهم الخروج في وقت مّا إذا رفعهم اللهب إلى أن يكاد أن يلقيهم خارجاً {من النار} ثم نفى خروجهم على وجه التأكيد فقال: {وما هم بخارجين منها} أي: ما يثبت لهم خروج أصلاً {ولهم} خاصة دون عصاة المؤمنين {عذاب مقيم} أي: دائم تارة بالبرد وتارة بالحرّ وتارة بغيرهما.
فإن قيل:

نام کتاب : السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير نویسنده : الخطيب الشربيني    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست