responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير نویسنده : الخطيب الشربيني    جلد : 1  صفحه : 240
أهل الكتاب} بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم {لكان} الإيمان {خيراً لهم} مما هم عليه لأنهم إنما آثروا دينهم على دين الإسلام حباً للرياسة واستتباع العوام {منهم المؤمنون} كعبد الله بن سلام وأصحابه {وأكثرهم الفاسقون} أي: المتمرّدون في الكفر.
{لن يضروكم} أي: اليهود يا معشر المسلمين بشيء {إلا أذى} أي: ضرراً يسيراً كسب وطعن في الدين وتهديد ونحو ذلك {وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار} منهزمين ولا يضرّوكم بقتل أو أسر {ثم لا ينصرون} عليكم بل لكم النصر عليهم. وفي هذا تثبيت لمن أسلم منهم؛ لأنهم كانوا يؤذونهم بأنهم لا يقدرون أن يتجاوزوا الأذى إلى ضرر يبالي به مع أنه تعالى وعدهم الغلبة عليهم والانتقام منهم وأنّ عاقبة أمرهم الخذلان والذل.
فإن قيل: هلا جزم المعطوف في قوله: {ثم لا ينصرون} ؟ أجيب: بأنه عدل به عن حكم الجزاء؛ إلى حكم الإخبار ابتداء كأنه قيل: ثم أخبركم أنهم لا ينصرون والفرق بين رفعه وجزمه في المعنى أنه لو جزم لكان نفي النصر مقيداً بمقاتلتهم كتولية الأدبار وحين رفع كان نفي النصر وعداً مطلقاً كأنه قال: ثم شأنهم وقصتهم التي أخبركم عنها أو أبشركم بها بعد التولية أنهم مخذولون منتف عنهم النصر والقوّة لا ينهضون بعدها بجناح ولا يستقيم لهم أمر كما أخبر عن حال بني قريظة والنضير ويهود خيبر.
فإن قيل: ما معنى التراخي في ثم أجيب: بأنّ معناه التراخي في الرتبة؛ لأنّ الإخبار بتسليط الخذلان عليهم أعظم من الإخبار بتوليتهم الأدبار.
{ضربت عليهم الذلة} أي: هدر النفس والمال والأهل أو ذل التمسك بالباطل والجزية {أينما ثقفوا} أي: حيثما وجدوا فلا عز لهم ولا اعتصام في سائر أحوالهم {إلا} في حال اعتصامهم {بحبل من الله} أي: بذمّة الله أو كتابه {وحبل من الناس} أي: بذمّة المسلمين أو بدين الإسلام واتباع سبيل المؤمنين أي: لا عز لهم قط إلا هذه الواحدة وهي التجاؤهم إلى الذمّة لما قبلوا من الجزية أو دين الإسلام {وباؤا} أي: رجعوا {بغضب من الله} أي: مستوجبين له {وضربت عليهم المسكنة} كما يضرب البيت على أهله فهم ساكنون في المسكنة غير ظاعنين عنها يظهرون الفقر والمسكنة. وفسر أكثر المفسرين المسكنة بالجزية وهم اليهود عليهم لعنة الله وغضبه قال البيضاوي: واليهود في غالب الأمر فقراء مساكين اه. {ذلك} أي: ضرب الذلة والمسكنة والبوء بالغضب كائن {بأنهم} أي: بسبب أنهم {كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك} أي: الكفر والقتل {بما عصوا وكانوا يعتدون} أي: كائن بسبب عصيانهم واعتدائهم حدود الله تعالى فإنّ الإصرار على الصغائر يقضي إلى الكبائر والإصرار على الكبائر يقضي إلى الكفر والعياذ بالله تعالى.
{ليسوا} أي: أهل الكتاب {سواء} أي: مستوين، وقوله تعالى: {من أهل الكتاب أمّة قائمة} أي: مستقيمة ثابتة على الحق استئناف لبيان نفي الإستواء وهم الذين أسلموا كعبد الله بن سلام وأصحابه. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لما أسلم عبد الله بن سلام قالت أحبار اليهود: ما آمن بمحمد إلا أشرارنا ولولا ذلك ما تركوا دين آبائهم، فأنزل الله هذه الآية {يتلون آيات الله} أي: يقرؤون كتاب الله {آناء الليل} أي: في ساعاته وقوله تعالى: {وهم يسجدون} حال أي: يصلون؛ لأنّ التلاوة لا تكون في السجود، واختلفوا في معناها فقال

نام کتاب : السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير نویسنده : الخطيب الشربيني    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست