أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [المنافقون: 6] إلى آخر كلامه[1].
فإنه فسّر هنا آية التوبة بآية المنافقون، وبيّن أن أو التي في آية التوبة ليست للتخير، وإنما هي للتسوية في عدم الوصف المذكور، أي أن الاستغفار لهم وعدم الاستغفار سواء.
وكذلك لما شرح حديث ابن مسعود برقم4687 أن رجلا أصاب من امرأة قُبلة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأُنزلت عليه: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] قال الرجل: ألي هذه؟ قال: "لمن عمل بها من أمتي".
قال ابن حجر: وتمسك بظاهر قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} المرجئة، وقالوا: إن الحسنات تكفر كل سيئة كبيرة كانت أو صغيرة، وحمل الجمهور هذا المطلق على المقيد في الحديث الصحيح "إن الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر" ... وقيل: المراد أن الحسنات تكون سببا في ترك السيئات كقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45] لا أنها تكفر شيئا حقيقة.
فقد فسر آية هود بآية العنكبوت في أن المراد بـ {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} أنها تكون سببا في ترك السيئات، على قول من قال به. [1] انظر: فتح الباري 8/335.