قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} الآية: 100
[393] قال عكرمة نزلت في شاس بن قيس اليهودي، دسّ على الأنصار من ذكرهم بالحروب التي كانت بينهم فتمادوا يقتتلون، فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فذكرهم فعرفوا أنها من الشيطان فعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا سامعين مطيعين، فنزلت، أخرجه إسحاق في تفسيره مطولا[1].
[394] وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس موصولا[2]. [1] فتح الباري 12/269.
أخرجه عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وإسحاق بن راهويه في تفسيره كما نقل عنهم ابن حجر في العجاب 2/724 والواحدي في أسباب النزول ص99 من طرق عن حماد ابن زيد، عن أيوب، عن عكرمة. ولفظه قال: "كان بين هذين الحيين الأوس والخزرج قتال في الجاهلية فلما جاء الإسلام اصطلحوا، وألف الله بين قلوبهم، فجلس يهودي مجلساً فيه نفر من الأوس والخزرج فأشد شعراً قاله أحد الحيّين في حروبهم، فكأنهم دخلهم من ذلك، فقال الآخرون: قد قال شاعرنا يوم كذا كذا وكذا، فقالوا: تعالوا نرد الحرب جذعة كما كانت فنادى هؤلاء يا للأوس، ونادى هؤلاء يا للخزرج، فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} الآية، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام بين الصفين فرفع صوته يقرؤها، فلما سمعوا صوته أنصتوا وجعلوا يستمعون له، فلما فرغ ألقوا السلاح، وعانق بعضهم بعضاً وجثوا يبكون ".
هذا ولم يقع لي في تفسير ابن أبي حاتم رواية عكرمة هذه، وإنما أخرج عن مجاهد وابن عباس نحوه. انظر: تفسير ابن أبي حاتم، سورة آل عمران ص 437-439. [2] فتح الباري 12/269.
أخرج الطبراني في الكبير ج12/رقم12666،12667 من طريقين، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن أبي نصر، عن ابن عباس. ولفظه "قال: كانت الأوس والخزرج في الجاهلية بينهم شر، فبينما هم يوما جلوس ذكروا ما بينهم حتى غضبوا، فقام بعضهم إلى بعض بالسلاح، فنزلت {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} الآية كلها والآيتان بعدها إلى {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} ".