responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الزحيلي، وهبة    جلد : 2  صفحه : 1749
هذه الآية خطاب للأولياء المأمورين بتزويج من لا زوج له ومن لا زوجة له، والمعنى: زوّجوا أيها الأولياء الأيامى: وهم كل رجل أو امرأة لا زوج لهما، وزوّجوا الصالحين من الأولاد والإماء للزواج، وهذا الأمر للندب والاستحسان.
والصلحاء: هم القائمون بأوامر الدين، المبتعدون عن النواهي والمحظورات، وظاهر الآية: أن المرأة لا تتزوج إلا بولي، سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
ولا يتعلل الأولياء بفقدان المال، فالله تبارك وتعالى وعد بإغناء الفقراء المتزوجين، طلبا لرضا الله عنهم، واعتصاما من معاصيه، فلا تنظروا إلى مشكلة الفقر، فقر الخاطب أو المخطوبة، فإن في فضل الله ما يغنيهم، والله غني ذو سعة، لا تنفد خزائنه، ويبسط الرزق لعباده على وفق الحكمة والمصلحة، ويخص الأزواج بمزيد من العطاء، لاستمرار الحياة الزوجية، قال عمر رضي الله عنه: عجبي ممن لا يطلب الغنى بالنكاح، وقد قال الله تعالى: إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ.
وأخرج ابن ماجه في سننه عن أبي هريرة: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ثلاثة، كلهم حق على الله عونه: المجاهد في سبيل الله، والناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء» .
ثم أمر الله تعالى كلّ من يتعذر عليه الزواج، ولا يجده بأي وجه تعذّر: أن يستعفّ، حتى يتيسر له الغنى، ويتفضل الله عليه بالإغناء، ولا يقنط من رحمة الله وفضله، فإن الله واسع الغنى، تام العلم بأحوال الناس، خلق الخلق وتكفل برزقهم، وإذا كان الإنسان محاطا بعلم الله، ومزودا بنعم الله، فلماذا يعصي ربه؟
ثم أمر الله تعالى المؤمنين كافة أن يكاتب السعادة مماليكهم، وعقد الكتابة:
الاتفاق على أداء مال معين في مدة معينة، يتحرر المملوك بعدها. فإن طلب المملوك الكتابة، وعلم سيده منه خيرا، فيستحب له الموافقة على مكاتبته.

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الزحيلي، وهبة    جلد : 2  صفحه : 1749
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست