responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الزحيلي، وهبة    جلد : 2  صفحه : 1293
ويكون الشاهد الأصلي هو من الأمة نفسها في اللسان والسيرة وفهم الأغراض والإشارات، حتى يتحقق الهدف المقصود، فلا يتمكن من ذلك من كان غريبا عن الأمة، فلذلك لم يبعث الله نبيا قطّ إلا من الأمة المبعوث إليهم.
ثم يكون النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم شاهدا على الأنبياء والأمم، تأكيدا لشهادة الأنبياء، ولأن نبينا حكم عدل في القضاء بين الأمم وأنبيائها، من طريق الأخبار الواردة في القرآن بأن كل نبي بلّغ أمته رسالة الله وتكاليفه. ويؤيد هذا المعنى آية أخرى:
وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً [البقرة: 2/ 143] .
ويرى أكثر المفسرين أن قوله تعالى: وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ يراد بهؤلاء:
الأمة التي أرسل لها نبينا صلّى الله عليه وسلّم، والقصد من هذه الشهادة: أنه أزاح عنهم علتهم فيما كلّفوا به، وهو ما جاءهم به من عند الله، فلم يبق لهم حجة ولا معذرة، ودل على ذلك تتمة الآية: وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ.. أي: نزّلنا على التدرج عليك أيها الرسول هذا القرآن، تبيانا واضحا لكل شيء من العلوم والمعارف الدينية والإنسانية، مما يحتاج إليه الناس في حياتهم، وهدى للضالين، ورحمة لمن صدّق به، وبشرى لمن أسلم وجهه لله، فأطاعه وأناب إليه، بشرى بجنان الخلد والثواب العظيم.
فالقرآن الكريم شفاء لما في الصدور، ودواء ناجع لكل أمر صغير وكبير، وفيه حكم كل شيء مما نحتاج إليه في الشرع، ولا بد منه في الملة، كالحلال والحرام، والدعاء إلى الله، والتخويف من عذابه، كما جاء في قوله تعالى: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام: 6/ 38] .
وتبيان كل شيء في القرآن، إما نصا على حكمه صراحة، وإما إحالة على السنة النبوية، حيث أمر الله باتباع رسوله وطاعته، في قوله تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ [النساء: 4/ 80]

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الزحيلي، وهبة    جلد : 2  صفحه : 1293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست