responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الزحيلي، وهبة    جلد : 1  صفحه : 910
فئات الناس في مجتمع المدينة
يتركب المجتمع المدني من فئات مختلفة وأصناف شتى، فهناك المستقيم المحسن، والمعوج المسيء، والمتوسط المحايد، وهكذا كان أصناف الناس في المدينة المنورة في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم، فمنهم الطبقة العليا من أهل الإيمان، ومنهم الفئة الدنيا الوالغة في الكفر والضلال، ومنهم الفئة المتوسطة التي جمعت بين الخير والشر، وخلطت العمل الصالح بالسيئ، وهذا التركيب الفئوي ذكره القرآن الكريم بصريح نصوصه، فقال تعالى:
[سورة التوبة (9) : الآيات 100 الى 102]
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ (101) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102)
«1» [2] [التوبة: 9/ 100- 102] .
هذه الآية تبين المنزلة الرفيعة التي تبوأها الصحابة الكرام من السابقين الأولين في الهجرة والنصرة للنبي والإسلام، من المهاجرين من مكة إلى المدينة والأنصار في المدينة، ومن التابعين الذين اتبعوهم بإحسان، رضي الله عنهم بقبول طاعتهم وارتضاء أعمالهم، ورضوا عن الله بما أسبغ عليهم من نعمه الدينية والدنيوية، فأنقذهم من الشرك والضلال، ووفقهم إلى الخير، وهداهم إلى الحق، وأعزهم وأغناهم، وأعزّ بهم الإسلام، وأعد وهيأ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها أبدا على الدوام، وذلك هو الفوز العظيم الذي لا فوز غيره، وهو فوز شامل، كما أن نعيم الجنة نعيم مادي وروحاني معا.

(1) تمرنوا عليه وتدربوا.
[2] أي شديد.
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الزحيلي، وهبة    جلد : 1  صفحه : 910
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست