responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الزحيلي، وهبة    جلد : 1  صفحه : 754
أسباب الاهتداء والإضلال
يخلق الله تعالى الإنسان على إحدى صفتين: إما مهتد موفق للخير، وإما ضال غارق في الشر، والله يعلم قبل هذا الخلق حال كل إنسان وما يؤول إليه أمره وتجني يداه، فإن استعمل وسائل الهداية من العقل والعين والسمع في الطريق الصحيح، كان مهتديا، وإن استعمل تلك الوسائل المعرفية في متاهات الانحراف والضلال، كان جاحدا ضالا، قال الله تعالى متوعدا أهل الضلال، ومرغبا أهل الاستقامة:
[سورة الأعراف (7) : الآيات 178 الى 180]
مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (179) وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (180)
«1» [2] [الأعراف:
7/ 178- 180] .
هذا خبر من الله تعالى أنه خلق لسكنى جهنم والاحتراق فيها كثيرا من الإنس والجن، وهو خبر متضمن وعيد الكفار، والمعنى: من يوفقه الله للإيمان والخير واتباع القرآن والشريعة باستعمال عقله ورشده، فهو المهتدي حقا لا سواه، ومن يخذله ويضله ولا يوفقه ربه ولا يهديه إلى الخير واتباع القرآن الكريم، بسبب تعطيل عقله وحواسه في فهم الآيات الكونية والشرعية، فهو الخاسر البعيد عن الهدى، الذي خسر الدنيا والآخرة، ثم أقسم الله تعالى أنه خلق وأوجد خلقا كثيرا من الجن والإنس مستعدين لعمل يستحق دخول جهنم، وخلق أيضا خلقا آخرين مستعدين لعمل يدخلهم الجنة، كما قال الله سبحانه: فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى: 42/ 7] . وقال تعالى: فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ [هود: 11/ 105] .

(1) خلقنا أو أوجدنا.
[2] يميلون إلى الباطل.
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الزحيلي، وهبة    جلد : 1  صفحه : 754
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست