responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الزحيلي، وهبة    جلد : 1  صفحه : 587
سواء من عالم الجنّ أو من عالم الإنس، وسواء من الذكور والإناث، لأن الألوهية والرّبوبية فوق هذه الأوضاع التي يحتاج إليها البشر، ويستغني عنها الخالق القادر، العلي القاهر، ومثل هذه المزاعم والافتراءات الباطلة ما هي إلا لون من سخف المشركين، وسطحية الوثنيين، وضلال الكافرين. قال الله تعالى مبيّنا هذا اللون من التفكير الديني الوثني:
[سورة الأنعام (6) : الآيات 100 الى 103]
وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)
«1» [2] [3] [4] [5] [الأنعام: 6/ 100- 103] .
هذه الآيات تشير إلى العادلين بالله عزّ وجلّ، والقائلين: إنّ الجنّ تعلم الغيب، وتتصرّف في الأشياء، وتعبد الجنّ، وكانت طوائف من العرب تفعل ذلك وتستجير بجنّ الأودية في أسفارها. وهناك طائفة من الكتابيّين نسبوا إلى الله الابن كعزير والمسيح، وطائفة أخرى من العرب وصفوا الملائكة بأنهم بنات الله.
والآيات ردّ على فئات المشركين المختلفة الذين عبدوا مع الله غيره، عبدوا الجنّ حين صيّروا لله شركاء له في العبادة، ولم تكن عبادتهم الأصنام إلا بطاعة الجنّ وأمرهم إياهم بذلك، إنهم جعلوا الجنّ من الملائكة أو الشياطين شركاء لله، مع أن الله هو الذي خلق المشركين وغيرهم، فكيف يكون المخلوقون شركاء لله؟! إنهم اختلقوا أكاذيب، وأباطيل، بجعل البنين والبنات لله جهلا بغير علم، تنزه الله

(1) الشياطين حيث أطاعوها.
[2] أي اختلقوا له الأولاد كذبا وزورا.
[3] مبدع.
[4] كيف يكون.
[5] لا تحيط به سبحانه.
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الزحيلي، وهبة    جلد : 1  صفحه : 587
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست