responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الزحيلي، وهبة    جلد : 1  صفحه : 400
المؤمنين، وبواطنهم مع الكافرين، ويميلون مع الطرف الأقوى، فإن رأوا الكفار أقوياء مالوا إليهم وتعاطفوا معهم، وتواطؤوا معهم ضدّ المؤمنين، وإن رأوا المؤمنين أقوياء، تظاهروا بالانضمام إليهم، للمنفعة المادية، والمساهمة في الغنائم الحربية، والاستفادة من مظاهر الدنيا وزخارفها.
ومثل هؤلاء، هل ينتظرون هداية وتوفيقا من الله تعالى؟ إنهم بانحراف سلوكهم، وانغماسهم في مستنقع الضلالة، لن يتعرضوا لفضل الله ورحمته، وكانوا أجدر بالضلال، والخذلان والبعد عن توفيق الله، ومن يصرفه الله عن الهداية، بسبب أعماله وشذوذه وانحرافه، فلن تجد له طريقا إلى الخير والسّداد والرشاد.
إن هذه الآيات تحذير للمؤمنين من الاتّصاف بأخلاق المنافقين، وجاءت الوصايا النّبوية تؤيّد هذا التحذير،
قال ابن مسعود- فيما رواه الطبراني في الكبير-: «لا يكونن أحدكم إمّعة، تقول: إنما أنا مع الناس، إن اهتدوا اهتديت، وإن ضلّوا ضللت، ألا ليوطنن أحدكم نفسه، ألا إن كفر الناس أن لا يكفر» .
التّحذير من موالاة المنافقين
الإيمان عصمة ومنعة وقوة، والمؤمنون أجدر الناس بأن يتحصنوا بحصن الاعتزاز بإيمانهم، والاعتماد على ربّهم، والبعد عن ذوبان الشخصية، والاختلاط بالمنافقين والانهزاميين لأن في ذلك تضييعا لوجودهم واهتزازا لكيانهم، وصهرا لقيمهم وعقائدهم وأخلاقهم.
وجاءت التحذيرات القرآنية الكثيرة من موالاة المنافقين والكافرين ومناصرتهم من أجل الحفاظ على كرامة المؤمنين وتوفير العزّة والقوة لهم، قال الله تعالى:
[سورة النساء (4) : الآيات 144 الى 147]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً (144) إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (146) ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِيماً (147)

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الزحيلي، وهبة    جلد : 1  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست