responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : طنطاوي، محمد سيد    جلد : 6  صفحه : 133
قال الفخر الرازي: اعلم أنه- تعالى- لما وصف كل الكفار بقوله: وَكُلٌّ كانُوا ظالِمِينَ أفرد بعضهم بمزية في الشر والعناد فقال: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ أى: في حكمه وعلمه من حصلت له صفتان:
الأولى: الكافر الذي يكون مستمرا على كفره مصرا عليه ...
الثانية: أن يكون ناقضا للعهد على الدوام ...
قال ابن عباس: هم بنو قريظة، فإنهم نقضوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعانوا عليه المشركين بالسلاح في يوم بدر، ثم قالوا: أخطأنا، فعاهدهم مرة أخرى فنقضوه أيضا يوم الخندق ... [1] .
والدواب: جمع دابة. وهي كل ما يدب على الأرض قال- تعالى- وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ.. [2] .
قال الجمل: وإطلاق الدابة على الإنسان إطلاق حقيقى، لما ذكروه في كتب اللغة من أنها تطلق على كل حيوان ولو آدميا. وفي المصباح: «الدابة كل حيوان في الأرض مميزا وغير مميز» [3] .
والمعنى: إن شر، ما يدب على الأرض عِنْدَ اللَّهِ أى: في حكمه وقضائه الَّذِينَ كَفَرُوا أى: الذين أصروا على الكفر ولجوا فيه.
وقد وصفهم- سبحانه- بأنهم شر الدواب لا شر الناس، للإشعار بأنهم بمعزل عما يتحلى

[1] تفسير الفخر الرازي ج 15 ص 182 المطبعة البهية.
[2] سورة النور، الآية 45.
[3] حاشية الجمل على الجلالين ج 2 ص 236.
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : طنطاوي، محمد سيد    جلد : 6  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست