نام کتاب : التفسير المنير نویسنده : الزحيلي، وهبة جلد : 9 صفحه : 190
ويموت أهل الأرض جميعا عند النفخة الأولى للصوّر. وهذا اصطلاح شرعي، ويستعمل عادة بأل، فإذا ذكر بدون «أل» في القرآن فمعناه الساعة الزّمانية، وهو لغة: جزء قليل غير معيّن من الزّمن. وعند الفلكيين: جزء من أربع وعشرين جزءا متساوية من اليوم.
أَيَّانَ مُرْساها متى زمن إرسائها واستقرارها وحصولها، ومنه: إرساء السّفينة أي إيقافها بالمرساة التي تلقى في البحر، فتمنعها من الجريان.
لا يُجَلِّيها لا يظهرها ولا يكشفها. لِوَقْتِها اللام بمعني في، أي في وقتها، كما يقال:
كتبت هذا لغرّة المحرّم أي في غرّته. ثَقُلَتْ عظمت. بَغْتَةً فجأة على غفلة، من غير توقّع ولا انتظار، كما قال عليه الصّلاة والسّلام فيما ذكر قتادة: «إنّ الساعة تهيج بالناس، والرّجل يصلح حوضه، والرّجل يسقي ماشيته، والرّجل يقيم سلعته في السّوق، ويخفض ميزانه ويرفعه» [1] .
حَفِيٌّ عَنْها عالم بها أو مبالغ في السؤال عنها، من حفي عن الشيء: إذا سأل عنه، فإن من بالغ في السؤال عن الشيء والبحث عنه، استحكم علمه به، ولذلك عدي بعن. والحفيّ:
المستقصي في السؤال عن الشيء المعتني بأمره، قال الأعشى:
فإن تسألي عنّي، فيا ربّ سائل ... حفيّ عن الأعشى به حيث أصعدا
والإحفاء: الاستقصاء، ومنه: إحفاء الشّارب. وحفي عن الشيء: إذا بحث للتعرّف عن حاله.
سبب النزول:
كانت اليهود تقول للنّبي صلّى الله عليه وآله وسلم: «إن كنت نبيّا فأخبرنا عن الساعة متى تقوم؟» . وأخرج ابن جرير الطّبري عن قتادة أن المشركين قالوا ذلك، لفرط الإنكار [2] .
وأخرج الطّبري أيضا وغيره عن ابن عباس قال: قال خمل بن قشير وسموءل بن زيد لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: أخبرنا متى الساعة، إن كنت نبيّا كما تقول، فإنّا نعلم ما هي، فأنزل الله: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها.
ورجّح ابن كثير أنها نزلت في قريش لأن الآية مكّية، وكانوا يسألون عن [1] تفسير ابن كثير: 2/ 271. [2] تفسير القرطبي: 7/ 335.
نام کتاب : التفسير المنير نویسنده : الزحيلي، وهبة جلد : 9 صفحه : 190