نام کتاب : التفسير المنير نویسنده : الزحيلي، وهبة جلد : 9 صفحه : 170
لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله» [1] .
قال البيضاوي عن قوله تعالى: مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي، وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ: تصريح بأن الهدى والضلال من الله، وأن هداية الله تختص ببعض دون بعض [2] .
وأما قوله تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنا فيدل في رأي أهل السنة على أن الله تعالى خلق الأفعال أو الأعمال، فإن أولئك الكفار استعملوا عقولهم وحواسهم في مصالح الدنيا، ولم يستخدموها في مصالح الدين، فما كانوا يفقهون بقلوبهم ما يحقق مصالح الدين، وما كانوا يبصرون ويسمعون ما يرجع إلى مصالح الدين. والمعنى أن الله خلق في المؤمن القدرة على الإيمان، وخلق في الكافر القدرة على الكفر [3] ، والعبد وجّه تلك القدرة إما إلى الإيمان وإما إلى الكفر، ولم يجبره تعالى على اختيار أحد الأمرين، وإلا لما كان عدلا حسابه وعقابه.
قال ابن كثير في تفسير آية: وَلَقَدْ ذَرَأْنا أي خلقنا وهيأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس، وبعمل أهلها يعملون، فإنه تعالى لما أراد أن يخلق الخلق علم ما هم عاملون قبل كونهم، فكتب ذلك عنده في كتاب قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة،
كما ورد في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء» .
والخلاصة: يرى المعتزلة أن الإنسان يخلق أفعال نفسه، وأن الإنسان مخيّر مطلقا، ويرى أهل السنة والجماعة أن الله تعالى هو الذي يخلق أفعال العبد، وأن [1] تفسير ابن كثير: 2/ 267. [2] تفسير البيضاوي: ص 229. [3] تفسير الرازي: 15/ 60- 63.
نام کتاب : التفسير المنير نویسنده : الزحيلي، وهبة جلد : 9 صفحه : 170