والذي لم يصل من الكتاب أكثر مما وصل [1] .
وهكذا تأتي هذه الكتب الثلاثة على الترتيب، الحموية، فالجواب عن الاعتراضات عليها، فنقض أساس التقديس. 4- درء تعارض العقل والنقل:
وهذا الكتاب من أعظم كتب ابن تيمية، وقد ألفه في الرد على الأشاعرة الذين يقولون بوجوب تقديم العقل على النقل إذا تعارضا، وجعلوا ذلك قانونا كليا لهم، ومن الذين قالوا بهذا القانون الرازي [2] وأتباعه، والغزالي [3] ، والجويني [4] ، والقاضي أبو بكر بن العربى [5] ، وغيرهم.
وقد ألف ابن تيمية هذا الكتاب بعد تأليفه لنقض أساس التقديس، وقد رجح المحقق-رحمه الله- أنه ألفه بعد وصوله إلى الشام من مصر أي بين عامي 712- 718 هـ [6] ، ويقول ابن تيمية مشيرا إلى ذلك " وهذه الطريقة هي ثابتة في الأدلة الشرعية والعقلية، فإنا قد بينا في الرد على أصول الجهمية النفاة للصفات في الكلام على تأسيس التقديس وغيره " [7] ، فهذا النص أخر تأليف هذا الكتاب عن كتابه الآخر الذي ألفه في مصر نقض أساس التقديس، ونلمح هنا التدرج التأليفي في نقض أصول الأشاعرة، فهو في البداية رد على أدلتهم مباشرة وأجاب عن الاعتراضات الواردة عليها، ثم رأى أن هؤلاء إنما يعتمدون في شبههم واعتراضاتهم على ما كتبه شيخهم ومقدمهم الرازي فرأى أن من تمام الكلام في نقض كلامهم نقض كلام شيوخهم- كالرازي- فألف نقض أساس التقديس، [1] كتاب الرازي يقع في 196 وعدد الصفحات التي شملها الرد- المخطوط والمطبوع- ما يقارب 60 صفحة فقط. [2] في كتبه ومنها: أساس التقديس (ص: 172) . [3] في كتابه قانون التأويل. طبع مع معارج القدس للغزالمط. مكتبة الجندى. [4] انظر مثلا: الإرشاد (ص: 358) . [5] انظر: قانون التأويل له (ص: 646-647) . [6] انظر: درء تعارض العقل والنقل (ج-1 االمقدمة ص: 7-. 1) . [7] درء تعارض العقل والنقل (14/218) .