نام کتاب : منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام نویسنده : الرحيلي، حمود جلد : 1 صفحه : 316
ومن بعد ماني ظهر "مزدك"، فرأى أن سبب الكراهية بين الناس، إنما تقع بسبب المال والنساء، فزعم أنه ليس هناك وسيلة لإزالة أسباب الشقاق والخلاص بين الناس، إلاَّ بجعل الأموال والنساء مشاعاً حراً يأخذ منه من يشاء ما يشاء..
يقول الشهرستاني: "أحل –مزدك- النساء، وأباح الأموال، وجعل الناس شركة فيهما كاشتراكهم في الماء والنار والكلأ"[1].
وتحت ظلام هذه العقائد المزيفة، عاش الفرس يعانون قسوة الملوك، وتجبر الحكام الذين انتهزوا هذا الجهل المطبق، فادعوا أنهم من عناصر علوية مقدسة، وبنوا ادعائهم على مذهب "مترا" أحد مصلحيهم الذي رفع سلطان الملوك إلى عرش السماء، وقال: "إن الشمس تشع عليهم قبساً من نورها، وهالة من بركتها، فيرمزون بعروشهم على الأرض إلى عرش الله في عليين.."[2].
وكانت الأكاسرة ملوك فارس يدعون أنه يجري في عروقهم دم إلهي، وكان الفرس ينظرون إليهم كآلهة، ويعتقدون أن في طبيعتهم شيئاً علوياً مقدساً، فكانوا يكفرون لهم، وينشدون الأناشيد بألوهيتهم، ويرونهم فوق القانون، وفوق الانتقاد، وفوق البشر، لا يجري اسمهم على [1] الملل والنحل للشهرستاني 1/249. [2] الله، للعقاد ص: 98.
نام کتاب : منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام نویسنده : الرحيلي، حمود جلد : 1 صفحه : 316