نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 483
ثانياً: التوكل:
التوكل عمل كمن أعمال القلب، ليس بقول لسان ولا عمل جوارح. وورد في تعريفه أقوال متعددة[1]. والحق: أن التوكل حال مركبة من مجموع أمور لا تتم حقيقة التوكل إلا بها. وأول درجاته: معرفة الرب بصفاته. فمن كان بالله وصفاته أعلم كان توكله أصح وأقوى[2].
والتوكل من خصائص الإلهية، فمن توكل على غير الله فقد شبه هذا المتوكل عليه بالله تبارك وتعالى[3].
وقد فرض الله عز وجل هذه العبادة على عباده فقال: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [4] وقال: {عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [5] وقال: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ....} [6].
وقد تناول الشيخ رشيد هذه العبارة في تفسيره وبين علاقة التوكل بالأسباب، وبين أن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل.
فعند قوله تعالى: {عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [7] وقال: "وعلى الله فليتوكل المؤمنون، ولا يتوكلوا على غيره، لأن النصر بيده وهو الموفق لأسبابه ... "[8] وقال مبينا أن التوكل عمل قلبي: " ... فالتوكل محله القلب"[9]. [1] انظر: ابن القيم: مدارج السالكين (2/114-117) . [2] المصدر نفسه (2/117) . [3] المقريزي: تجريد التوحيد (ص:27) ، وعبد الرحمن بن حسن: فتح المجيد (ص:361) . [4] سورة المائدة، الآية (23) . [5] سورة آل عمران، الآية (122) . [6] الفرقان: من الآية58. [7] سورة آل عمران، الآية (122) . [8] تفسير المنار (4/207) . [9] المصدر نفسه والصفحة.
نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 483