نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 395
وأن المعتزلة يجعلونها صفة غير زائدة عن الذات فهو حي بحياة، وحياته ذاته، أو عالم لذاته، قادر لذاته ... [1].
وأما الشيخ رشيد رحمه الله فأثبت لله تعالى صفة الحياة صفة ذاتية، وجعلها من أصول الصفات التي يرجع إليها غيرها، ولو بطريق اللزوم، فيقول: "فالحي ذو الحياة، وهي بأعم معانيها: الصفة الوجودية التي هي الأصل في معقولنا لجميع صفات الكمال في الوجود من صفات ذات أو صفات أفعال كالعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام ... وكمال الحياة يستلزم الاتصاف بهذه الصفات وبغيرها من صفات الكمال ... " [2].
ويستدل الشيخ رشيد رحمه الله على صفة الحياة لله تعالى بالكتاب العزيز، فيقول عن قوله تعالى: {ألم. اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [3] أنها: "تثبت له مع الوحدانية الحياة التي تشعر بكمال الوجود وكمال الإيجاد بإفاضة الحياة على الأحياء ... " [4].
ويستدل عليها الشيخ رشيد أيضاً من العقل، من وجهين: "أحدهما: أنه تعالى عليم مريد، قدير: وهذه الصفات لا تعقل إلا للحي، وفيه انه من قياس الغائب على الشاهد كما يقولون، أو من قياس الواجب على الممكن.
وثانيهما أن الحياة كمال وجودي، وكل كمال لا يستلزم نقصاً يستحيل على الواجب فهو واجب له ... " [5] ويقول عن صفة الحياة: "فهي كمال وجودي ويمكن أن يتصف به الواجب [6] وكل كمال وجودي يمكن أن يتصف به وجب أن يثبت له ... ولو لم يتصف بهذه الصفة لكان في [1] انظر: القاضي عبد الجبار: شرح الأصول الخمسة (ص: 182) [2] تفسير المنار (1/ 73) [3] سورة آل عمران، الآية (1ـ2) [4] تفسير المنار (3/ 28 ـ 29) [5] تفسير المنار (3/ 24) [6] الواجب ليس من أسماء الله تعالى، وإنما يطلق عليه تعالى من باب الخبر، فلا يسمى الواجب ولا يدعى به فيقال: "يا واجب". وانظر (ص:320) من هذا المبحث.
نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 395