نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 120
بحكمة مقنعة لمن كان مستقلاً في فهمه غير مقلد فيه لا سيما نسخ اللفظ مع بقاء الحكم" [1].
وفيما يتعلق بالأدلة التي يسوقها المثبتون يقول: " وأما الدليل على وقوع ذلك فهو بعض الروايات عن الصحابة وهي وإن صحح مثل البخاري أسانيدها محل إشكال في متنها كأحاديث أخرى في الصحيحين وغيرهما ... " [2]. ويقول: " وجملة القول أنه لم يرد في هذا المقام حديث صحيح السند إلا قول عمر [3] في الشيخ والشيخة إذا زنيا وهو من رواية الآحاد ... وأنا لا أعتقد صحته وإن روي في الصحيحين ... " [4].
هذا هو حاصل ما قاله في إنكاره لمنسوخ التلاوة وقد خالف الشيخ رشيد في ذلك أهل السنة الذين يثبتون النسخ اعتماداً على الكتاب العزيز وعلى السنة المتواترة. وهو ما أود بيانه فيما يلي:
لقد تواترت الأحاديث في منسوخ التلاوة [5] بحيث أصبح ذلك حقيقة لا تدفع، وكان الصحابة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمون أن من القرآن ما يرفع وينسخ وأن ذلك جائز ويقع. وكان بعضهم يرى جواز قراءة المنسوخ، فأعرض عن قراءته الصحابة. قال عمر رضي الله عنه: " عليٌّ أقضانا وأبيٌّ أقرؤنا وإنا لندع كثيراً من لحن أبيّ، وأبيّ يقول سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أدعه لشيء، والله تبارك وتعالى يقول: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} 6". وعن أبيٌّ قال: "صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الفجر وترك آية فجاء أبيّ وقد فاته بعض [1] مجلة المنار (12/694) . [2] نفس المصدر والصفحة. [3] سيأتي تخريجه بعد قليل إن شاء الله. [4] مجلة المنار (7/612) . وحاول الشيخ رشيد أن ينكر إنكاره ذلك في مناظراته للشيخ يوسف الدجوي، والحق أن إنكاره ثابت. انظر: مجلة المنار (33/33) وما بعدها. [5] انظر: الألباني: الصحيحة (6/961) ط. مكتبة المعارف، الرياض، الأولى 1417هـ.
6 سورة البقرة: الآية (106) ، وانظر هذا الأثر عند البخاري: الصحيح: كتاب: فضائل القرآن، باب: القراء من أصحاب النبي (، ح: 5005 (8/664) ، وقوله: من لحن أبيّ أي: ترك من قراءته مما نسخ من القرآن. انظر: البنا الساعاتي: الفتح الرباني (18/57) بالحاشية، ط. مطبعة الأخوان المسلمين، الأولى.
نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 120